أحمد صبري غباشي | ممثل ومخرج ومؤلف
مُمثل، ومخرج، ومؤلف، وصانع محتوى مصري. معيد بكلية السينما والمسرح بجامعة بدر- قسم التمثيل والإخراج. قام بتمثيل ما يقرب من 80 دورًا مختلفًا في المسرح والسينما والتليفزيون، ولعب أدوار البطولة في العديد من الأعمال الفنية التي أحرزت نجاحًا كبيرً، وشاركت في مهرجانات مختلفة في العالم العربي وأوروبا. حاصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان عيون السينمائي الدولي 2018. وجائزة أفضل ممثل مناصفة، مرتين، في مهرجانات المعهد العالي للفنون المسرحية. قام بإخراج وبطولة 7 مسرحيات، و4 أفلام قصيرة. له العديد من المؤلفات
Tuesday, 18 April 2023
Monday, 3 April 2023
صاحب دور الخليفة المأمون (أحمد صبري غباشي): استمتعت بدوري في “رسالة الإمام” (حوار)
صاحب دور الخليفة المأمون (أحمد صبري غباشي): استمتعت بدوري في “رسالة الإمام” (حوار)
عن موقع مباشر 24
حوار: السيد خليفة
بدأ مشواره الفني بمسرحية “عزاراي” عام ٢٠١٢، ثم توالت مشاركته في عدد من المسرحيات، أبرزها مسرحية “الفيل الأزرق”.
كما شارك في العديد من الأعمال الدرامية التليفزيونية منها: “تفاحة آدم، قضاة عظماء، الزيبق، كلبش، بحر، النهاية، بصير” والعديد من المسلسلات الأخرى في الفترة مابين عام ٢٠١٤ حتى ٢٠٢٣ وشارك هذا العام في مسلسل رسالة الإمام.
الفنان والكاتب أحمد صبري غباشي، تخرج من كلية الآداب بجامعة المنصورة قسم اللغة الإنجليزية ثم اللتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج عام ٢٠١٧، وعمل بالتمثيل والإخراج التأليف وعمل بمهنة التدريس حيث يعمل معيدًا بكلية السينما والمسرح بجامعة بدر، وألف العديد من الروايات، وكتب عدة مسرحيات، وشارك في كثير من الأدوار السينمائية.
موقع “مباشر24” التقى أحمد صبري غباشي للحديث حول أعماله الروائية والمسرحية والحديث حول مشاركته الأخيرة في مسلسل رسالة الإمام ضمن السباق الرمضاني.. وإلى نص الحوار..
في البداية.. نود الحديث عن أولى أعمالك الفنية.
تعد أول مشاركة ليّ في المجال الفني لم تكن فيلم الفيل الأزرق وهذه معلومة مغلوطة على “ويكيبيديا” وكانت أول مشاركة هي مسرحية “الفيل الأزرق” حيث أخدت فيها دور البطولة، وكانت تتم تحت رعاية أحمد مراد وحضرها مروان حامد، وصادف عرضها في نفس توقيت عرض فيلم “الفيل الأزرق” الجزء الأول، ونُفذت على خشبة المسرح الكبير بالأوبرا المصرية، وقومت بأداء دور شريف الكوردي، وكان للمسرحية رجع صدى جيد جداً في ذلك الوقت، أما عن المشاركة الحقيقة في المجال الفني والظهور عبر نافذة التلفاز فهو مسلسل “تفاحة آدم” مع النجم الكبير خالد الصاوي.
وماذا عن مؤلفاتك الأربعة؟
كتبت أربعة كتب طُبع منها ٢ وقد حظوا بصيت عال، الأولى رواية “نادماً خرج القط” وقام بكتابة مقدمة هذا الرواية الدكتور أحمد خالد توفيق، قدمني فيها للجمهور، أما القصص التي بداخلها فهي من تأليفي، والثانية ورواية “حياتك الباقية” وهي من فئة القصص القصيرة، ورواية إلكترونية وهي أقل أهمية بالنسبة ليّ، وكتبت عدة نصوص مسرحية، وأفلام قصيرة، وبرامج، ولازلت أكتب إلى الآن إلا أن الانشغال ما بين التدريس الأكاديمي والعمل بالوسط الفني كان عائق بيني وبين الكتابة في الوقت الحالي.
وما هي أقرب رواية إلى قلبك؟ وأيهم أكثرهم شهرة؟
العنوان الأشهر بينهم رواية “نادماً خرج القط” لم تتوقف عند منافذ البيع الورقية أو الإلكترونية بل أكملت الطريق إلى المنصات الصوتية، وقريباً يتم إصدارها بشكل صوتي على اليوتيوب، صدرت هذه الرواية وشاركت في معرض الكتاب عام ٢٠٠٨مـ، ولكن أقربهم إلى قلبي رواية “حياتك الباقية” وطُرحت عقب الرواية الأول بـ٣ سنين وشاركت في معرض الكتاب عام ٢٠١٢.
وماذا عن دورك في مسلسل رسالة الإمام الذي يذاع ضمن السباق الرمضاني 2023؟
الدور الذي قدمته في مسلسل رسالة الإمام كان ممتعاً بسبب أهميته والشهرة التي تتمتع بها الشخصية والجدل الدائر حولها وهي شخصية “الخليفة المأمون” بن الخليفة هارون الرشيد، وفي نفس الوقت كانت مساحة الدور صغيرة جداً، فكان تحدي بالنسبة ليّ ولأي ممثل لكي يوصل أكبر قدر من روح الشخصية وتفاصيلها الحياتية في هذه الدقائق، الحمد لله أعتقد إن الجزء الخاص بي تم العمل عليه بشكل جيد وكانت هناك ردود فعل جيدة واشادات كثيرة وصلت إلىّ فور عرضه، الدور مهم جدا بالنسبة ليّ خصوصاً أنني أقف أمام فنان كبير مثقف وواعي ومتعاون لأقصى درجة مثل الفنان خالد النبوي.
هناك لغط دائر حول المسلسل بإعتباره تراثاً.. برأيك هل هذه الانتقادات صحيحة؟
بالنسبة للغط الدائر حول المسلسل حالياً هو حالة صحية تدل على نجاح العمل، إن المسلسل يثير حالة من الجدل ويدفع الناس للبحث عن سيرة الإمام الشافعي، وسواء التزم المسلسل تارخياً أم لأ فهناك بعض الانتقادات لابد أن يتم وضعها في عين الاعتبار، وهناك هجوم كبير جداً على أحداث المسلسل غير مبرر، وكان أجدر بهم الانتظار إلى نهاية حلقات المسلسل ومن ثم الحكم عليه، ولكن في كل الأحوال اللغط والجدل الذي يدور حول شخصية تاريخية مشهورة دفع الناس للبحث في المراجع عن شخصية الإمام الشافعي وسيرته ورحلته.
وهل انتهى فريق العمل من تصوير المسلسل؟
المسلسل لم ينته تصويره إلى الآن، ولكني فرغت من تصوير الجزء الخاص بي، وقريباً يتم إنهاء تصوير المسلسل بالكامل.
بيئة العمل الصحية هي أساس قوي لنجاح أي عمل.. حدثنا عن كواليس العمل؟
وعلى حسب ما كان التعامل أمامي أثناء تصويري كانت الأجواء صحية جداً، والعمل بيني وبين الفنان خالد النبوي كان رائع وكان هناك تعاون كبير، فقد قومنا بعمل بروفات مع المخرج وقام بشرح الموضوع عن الأداء وما إلى ذلك، وضمن فريق العمل كان يوجد مدقق تاريخي تحدث معنا في كواليس هذه الفترة التاريخية.
وبالنسبة للتعاون لم يكن هناك أي مانع من جهة النجم خالد النبوي لمراجعة المشاهد مره واثنين وأكثر، وعقب نهاية البروفا قال ليّ “تحب نراجع تاني وتالت”؟ وتناقشنا حول الموضوع، وكان يقطع قراءته لكي يوجه ليّ معلومة أو ملحوظة، فكان مهتم بشكل المشهد والممثل الذي يقف أمامه لكي يخرج مشهداً يستحق المشاهدة.
Thursday, 2 March 2023
"الدرويش.. مَلك في دنيا الصعاليك.
Saturday, 18 June 2022
الفنان أحمد صبري غباشي لـ«جسور بوست»: الإيمان بالذات والإصرار طريقي للانتصار"حوار"
الفنان أحمد صبري غباشي لـ«جسور بوست»:
الإيمان بالذات والإصرار طريقي للانتصار"حوار"
كتبت: إيمان كمال الوراقي، عن موقع جسور بوست
إنسانيات - عروض فنية
28 مايو 2022
ما الذى يجعل من البعض ناجحين ومن عملهم إبداعًا، بينما يبدو عمل آخرين عاديا غير جاذب، يقول الثائر تشي جيفارا: "إنهم يقولون الظروف أقوى وأنا أقول الإصرار والتصميم أقوى"، فأصعب ما يواجه الشخص الموهوب ألّا يكون هناك تكافؤ في الفرص بينه وبين من هم أقل موهبة وجهدًا.
يظل الإيمان بالنفس والرغبة في تكسير الحواجز، معركة يؤمن فيها الموهوب بأنه ثمة معركة لا هزيمة فيها، ثمة معركة كل نتائجها انتصار، وهي معركة تحقيق الحلم والوصول إلى الهدف مهما بدت المسافة بعيدة.
من هؤلاء، الفنان الشاب أحمد صبري غباشي ممثل ومخرج وكاتب مصري، نموذج شبابي متعدد المواهب، استطاع رغم عزفه منفردًا فرض موهبته على الساحة الفنية بالمشاركة بأكثر من 30 دورا في ما يزيد على 30 مسلسلا وفيلما، كما أدى للمسرح أكثر من 50 دورًا، كما كانت له مساهمات في الإعلانات أيضًا.
واستطاع النجم الشاب التمثيل أمام نجوم الصف الأول كالفنان الكبير يحيى الفخراني، وكريم عبد العزيز ونيللي كريم، ومحمد ممدوح، وأشرف عبدالباقي وغيرهم.
حصل غباشي على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية -قسم تمثيل وإخراج- وعُين معيدًا بكلية فنون السينما والمسرح جامعة بدر.
يقال في المثل الصيني: "إذا كانت لديك الرغبة المشتعلة في النجاح، فلن يستطيع أحد إيقافك"، ولعل هذا ما آمن به الفنان الشاب الفائز بجائزة أفضل ممثل عن دور ثانٍ مرتين في مهرجان المعهد العالي للفنون المسرحية، كذلك جائزة أفضل ممثل في مهرجان عيون السينمائي الدولي، ولقب أفضل مخرج لعام 2012 عن مسرحيته: "عزازيل، في مهرجان آفاق مسرحية، كذلك قام ببطولة فيلم الدرويش الذي تم عرضه في ركن الأفلام القصيرة في مهرجان "كان" بفرنسا.
صدر لصبري 4 كتب، قصص قصيرة ومقالات، أشاد به الأديب الراحل دكتور أحمد خالد توفيق وكتب مقدمة أول أعماله.
"جسور بوست"، حاورت النجم الشاب باعتباره نموذجًا شبابيًا وأيقونة في العمل بجد واجتهاد للسعي والإصرار على تحقيق الحلم مهما كانت العقبات.
يدفعك ما يسمى بـ"الحق في الحلم" إلى بذل مجهود مضنٍ رغم ما تقابله من عقبات تعيق وصولك، حدثنا عن ذلك؟
أعتقد أنني تخطيت مرحلة الحق في الحلم، وحاليًا في مرحلة تحقيق الحلم والاستمتاع بقهر العقبات وتذليلها، خاصة أنني واجهت صعوبات كبيرة كأن أواجه ما يسمى بـ"الشللية والمحسوبية"، ومثل معركتي الشهيرة مع يوسف زيدان، وضياع فرص كبيرة بسببها.
ومثل برنامج "عرب كاستينج" الذي شاركت فيه، وتم وصمي بأنني ممثل فاشل من بعض رواد "السوشيال ميديا"، لقد قابلت كمية إحباطات كبيرة كانت كفيلة بإلزامي بالجلوس في المنزل، لكنني لم ولن أفعل، لديّ حالة إصرار لإيماني بموهبتي وطاقتي الكبيرة وحبي للفن والعمل، أجتهد لجعل هذا الحلم واقعًا ملموسًا، أسعى إلى تحقيق أفكاري وجعلها واقعًا سواء أكان ذلك في مجالات "التمثيل أو الكتابة أو الإخراج"، ولذا فحياتي سلسلة من الطرق المختلفة التي ربما تتسبب في تشتيتي، والحمد لله لا يحدث هذا، وبالفعل تم إفراز عدة كيانات ابتكرتها، ودشنت عدة منصات ونوافذ تسطيع دعمي مستقبلًا كصفحات "ض"، و"ميلوفرينيا"، كمنظومة مسرح و"عيش وسيما"، و"بيتك ومسرحك"،
و"باتنين جنيه أفلام"، وهو المشروع الذي أعول عليه في الفترة القادمة، واسمه الساخر لا يعبر عن عشوائية يدار بها المشروع، على العكس أعماله صنعت باحترافية عالية ومعدات تؤهله للعرض على شاشات ومنصات كبيرة.
رغم ما تمر به الساحة الفنية، استطعت خلق "تيمة" خاصة لنفسك، وفرضت موهبتك على الوسط، كيف فعلت ذلك؟
تعودت على ألا أعلق ظهوري من عدمه على أحد، نعم هناك محسوبية وخلافه لكنني أعتمد على سعيي الميداني كدراستي 7 سنوات أكاديمية بعد 5 سنوات دراسة في مسرح الجامعة، لذا تعمدت خلق لنفسي كيان موازٍ أتواجد من خلاله كما وضحت سابقًا، مع مرور الوقت أصبحت دراستي مؤثرة وبالطبع أفادتني ووجدت مردودًا بعد سنين،
كذلك أفادني تجميعي لجمهور أستاذي الكاتب أحمد خالد توفيق، الذي قدمني ككاتب وممثل، أحاول أن أسعى في حدود المتاح، فكثيرًا ما يمنعني حيائي من طلب فرصة من أحد، أحافظ على كرامتي، ودائمًا حريص على التزاوج بين الأدب والفن، وكذلك التزاوج للجمهورين، ومع الوقت يغدو الأمر أشبه بكرة جليد، عمل وراء آخر. مع الوقت كانت النتيجة أن صنعت لنفسي حيزًا وشخصية ومن ثم اسمًا فنيًا، وإن كنت لم أحظَ ببطولة عمل لكنني أعلم أنها ستأتي، وليس هناك عام يمر دون أن أشارك في عمل.
ما الذي تحتاجه فئة الموهوبين من شباب الفنانين كي يساعدهم على تطوير أنفسهم ونجاحهم في هذا المجال الصعب؟
من السهولة بمكان أن ألقي خطبًا تظهرنا نحن فئة الشباب مهضومة حقوقنا، وليست لدينا فرص، وهذا حقيقة وواقع بالمناسبة، لكنني لا أحب الشكوى ولا ألجأ إليها، نحتاج فقط إلى أمور أخرى، كالإيمان بأنفسنا والإصرار على تحقيق الأهداف، لأن هناك معوقات كبيرة، كل الناس عايزه تمثل، وجميعهم يريد أن يكتب، فإن لم تكن قدر التحدي في بيئة مليئة بالمكائد والصراعات، فستكون حتمًا في مشكلة.
بخلاف كونك ممثلًا أنت مؤلف، ما القضايا التي تحب الكتابة عنها مستقبلًا وهل الكتابة عن المرأة من اهتماماتك؟
بالدرجة الأولى أكتب أدبا "رواية وقصة قصيرة"، لا أسير في طريق أن لديّ قضية بعينها أتناولها من خلال الكتابة، دائمًا ما أكتبه يكون إفرازًا لما أعيشه وخبراتي الفلسفية والحياتية، وهو ما يحدث مع التمثيل والإخراج، ولهذا كل مسرحياتي جديدة كتبتها، وإن كنت لا أفتعل الكتابة عن المرأة إلا أنها حاضرة بقوة في كتاباتي وبشكل تلقائي، أراها الحياة تحضرني جملة العظيم نجيب محفوظ: "كلما رأيت امرأة شعرت أني أرى الحياة تمشي على قدمين"، هي الحياة بكل ما فيها من جمال وجاذبية وتعقيدات وتناقض، متداخل جدًا مع المرأة وأهتم بدراستها وانعكس ذلك على مسرحياتي وكتاباتي وما أخرجته من أفلام.
من أهم أساتذتك وكيف أثروا فيك؟
كثيرون، أبرزهم أستاذي أحمد خالد توفيق الذي وجهني ودعمني في مناحٍ عدة من حياتي، على مستوى المسرح والفن، سامي عبدالحليم أستاذ بمعهد الفنون المسرحية وتعلمت منه الكثير، والأساتذة، محمد أبوالخير وأيمن الشيوي، وجلال الشرقاوي الذي عملت معه مخرجًا ودرَّسَ لي في المعهد، كثيرون لكن هؤلاء أبرزهم لخروجهم عن حيز التعليم الدراسي، وكانت لهم مساهمات في جوانب أخرى فنية وإنسانية، وقبل كل هؤلاء كان والدي، كان معلمي الأول زرع بي حب القصص، فمنذ نعومة أظافري كان يحكي لي الحكايات، طريقة حكي والدي حببتني كثيرًا في الأدب.
فيلمك "الدرويش"، هل من الممكن أن نعتبره تضامنًا مع المشردين وما هي رسائل العمل؟
رسالته مزدوجة، يمكن اعتباره تضامنًا مع المشردين، وكذلك يمكننا اعتباره تضامنًا مع المبدعين الذين يُشردون لعدم أخذ حقوقهم البديهية في هذه الحياة.
كل سنة يكون هناك عمل راقٍ على الأقل، لست من أنصار ما يردد من مقولة "زمن الفن الجميل"، على اعتبار أنه كان موجودًا ولم يعُد، بالطبع الموضوع يزيد وينقص، وأحيانًا يغلب الطابع التجاري، لكن بشكل عام الغالب من الأعمال يبعد عن الهوية المصرية وروحها، وهذه مشكلة، صناع الدراما يسعون إلى تقليد "تكنيك" الصورة الأجنبية إخراجا أو كتابة أو أحداثا، لذلك عند وجود كتابة أصيلة مأخوذة عن رواية مصرية يكون العمل فارقًا، مثال عمل "جزيرة غمام"، عُرض رمضان هذا العام، ومنذ سنوات كان "أفراح القبة" للعلامة نجيب محفوظ، وأعمال أخرى أخذت الطابع المصري واضحة الهوية، وحينها يكون حدثًا يستحق الاحتفاء.
يقولون إن السينما مرتبطة بالسياسة.. فهل انتعاشها أو انحسارها تعبير صادق عن طبيعة المرحلة؟
لا، تتأثر بها، لكن ليسا مرتبطين في نظري، السينما أعم وأشمل، على العكس تتحايل على السياسة، حينما تشدد عليها الرقابة، تلجأ للرمز، لكنها تتأثر به بالطبع، الفن يعكس البشر والمجتمع والاقتصاد وجميع نواحي الحياة، ومع الوقت يتحول الفن إلى وثيقة هامة، ويحضرني تعبير للفنان الراحل نور الشريف: "الأفلام عبارة عن آثار حية"، بالفعل حينما أشاهد فيلمًا كفيلم" العزيمة" صناعة الثلاثينيات، هو أثر بما فيه من بشر وأماكن وأزياء واللغة وغيرها.
<script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-8895563876333108"
crossorigin="anonymous"></script>
أحمد صبري غباشي.. من «الشخبطة» إلى مهرجان كان السينمائي
أحمد صبري غباشي.. من «الشخبطة» إلى مهرجان كان السينمائي
أحمد صبري غباشي...درويش الفن الهائم
أحمد صبري غباشي...درويش الفن الهائم
كتب: محمود قدري
الأربعاء، 8 أغسطس 2018
تنبهت لاسم أحمد صبري غباشي لأول مرة,بعد قيامه بدور الراهب هيبا ممسرحاً عن رائعة يوسف زيدان"عزازيل",ولم يتح لي مشاهدة العرض الذي قدمه إلا حين احتواه عالم الإنترنت,فأثار إعجابي و أشعل جذوة الأمل الحماسية في داخلي للفن عموماً,فوسط كل هذا الهراء ينبت من أرض بلادنا الطيبة شجرة جديدة,تمتص السموم وتنفث عبير الفن والإبداع,وبين التنبه والإعجاب مضت سنوات كثيرة كان غباشي في عيني مثال حالم للحالة الفنية,فهو في الأصل أديب له قصص شائقة يغوص فيها في عالمه الداخلي والخارجي,بأشكال فنية تخرج عن مفهوم الحدوتة ومضمون ينبو عن السطحية,وممثل ومخرج مسرحي يحرز نجاحات في محراب أبي الفنون المقدس,ومؤخراً بدأ يظهر في الدراما التليفزيونية بصورة لافتة,ولا أدعي أني تابعته ,قلة من الأعمال الحالية هي التي شدتني لمشاهدتها,وهذه الليلة وبعد إعلان بعرض فيلم"الدرويش"الذي يقوم ببطولته علي صفحته,بقيت متيقظاً-رغم حاجتي للنوم ليلاً للصبر علي ضجيج النهار-لأني أثق فيما يقدم فانتظرت حتي رأيت...
وما رأيته يستحق الانتظار والسهر...
يقدم المخرج خالد منصور بكاميرته لحظة انبلاج الصبح,البراءة والفطرة مع صوت ندي يشدو"قصدت باب الرجا والناس قد رقدوا",ثم يسقط من هذا العالم السماوي إلي قاصدي رجاء آخر والناس قد تيقظوا كل يسعي إلي حاله,وفي مشهد معبر يوضح هوان الثقافة برفض أحد المارة أخذ ديون الصعاليك للشاعر صلاح الطيب بدون مقابل"مليش في الشعر"ثم يظهر متشرد نائم في العراء توقظه صوت سارينة لا نعلم هل هي حقيقة أم من خياله,فيركض خوفاً تاركاً قلمه علي الرصيف,وفي لقطة ذكية ندرك أن هذا المشرد هو نفسه صلاح الطيب,وفي ذات اللحظة يُستدعي للذهن الفنان العظيم نجيب سرور,الذي ممن يُهدي إليهم الفيلم في النهاية.
طوال النهار وقطعاً من الليل,لا يردد غباشي"الدرويش"إلا ورقة قلم,يعرض عليه صاحب كشك بسكويت بدلاً من الورقة والقلم,فيضحك في سخرية رغم الجوع الذي يعتصره,تلفظه الشوارع ويهرب منه الناس,بمظهره الأشعث وملابسه المتسخة التي تشي بمأساة رجل تجرد من كل شئ إلا قلبه...
وعبر لقطات فلاش باك نتعرف علي صلاح الطيب في مجده,ثم تهرب الوسط الثقافي منه-الفيلم يعتبر إدانة للوسط الثقافي-ونتعرف أكثر علي أداء العزف المنفرد بمصاحبة الكاميرا لأحمد صبري غباشي,أداء يثير الشجن واتهام الذات بل وجلدها علي ضياع العديد من المواهب في الشارع,نجيب سرور,وعبد العزيز مكيوي مثالان شهيران علي ذلك,فمن لايملك الموهبة يتسيد المجالس والمبدع الحقيقي لا يجد الورقة والقلم,ويكتفي بأكل وشرب ما يصادفه في الشارع!
يبدأ صوت الدرويش في الإعلان عن نفسه شعراً بقصيدة مصطفي إبراهيم"المولوية"بعد أن أهدته فتاة تعرف قدره قلماً,لكنها سرعان ما انشغلت بتحويل روايتها لفيلم,وورقة من بين أقدام مدعيان ممن يملأون مقاهي وسط البلد صخباً وسخفاً,وفي النهاية نراه يرقص رقصة خفيفة مع ديوانه الذي وجده ملقي في الشارع,رقصة درويش حقيقي لا يعترف إلا بفنه وكلماته,محلقاً فوق عالمنا الأرضي القاسي,متحرراً من حاجات الجسد والتزامات المجتمع رقصة"العشوقية والمعشقة".
وينتهي الفيلم بصوت أم كلثوم مفعماً بالحيوية والأمل"يا صباح الخير يا اللي معانا"...نهار جديد يحياه( الدروايش).