Saturday, 18 June 2022

الفنان أحمد صبري غباشي لـ«جسور بوست»: الإيمان بالذات والإصرار طريقي للانتصار"حوار"



الفنان أحمد صبري غباشي لـ«جسور بوست»: 

الإيمان بالذات والإصرار طريقي للانتصار"حوار"

  كتبت: إيمان كمال الوراقي، عن موقع جسور بوست

إنسانيات - عروض فنية

28 مايو 2022

ما الذى يجعل من البعض ناجحين ومن عملهم إبداعًا، بينما يبدو عمل آخرين عاديا غير جاذب، يقول الثائر تشي جيفارا: "إنهم يقولون الظروف أقوى وأنا أقول الإصرار والتصميم أقوى"، فأصعب ما يواجه الشخص الموهوب ألّا يكون هناك تكافؤ في الفرص بينه وبين من هم أقل موهبة وجهدًا.

يظل الإيمان بالنفس والرغبة في تكسير الحواجز، معركة يؤمن فيها الموهوب بأنه ثمة معركة لا هزيمة فيها، ثمة معركة كل نتائجها انتصار، وهي معركة تحقيق الحلم والوصول إلى الهدف مهما بدت المسافة بعيدة.


من هؤلاء، الفنان الشاب أحمد صبري غباشي ممثل ومخرج وكاتب مصري، نموذج شبابي متعدد المواهب، استطاع رغم عزفه منفردًا فرض موهبته على الساحة الفنية بالمشاركة بأكثر من 30 دورا في ما يزيد على 30 مسلسلا وفيلما، كما أدى للمسرح أكثر من 50 دورًا، كما كانت له مساهمات في الإعلانات أيضًا.

واستطاع النجم الشاب التمثيل أمام نجوم الصف الأول كالفنان الكبير يحيى الفخراني، وكريم عبد العزيز ونيللي كريم، ومحمد ممدوح، وأشرف عبدالباقي وغيرهم.

حصل غباشي على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية -قسم تمثيل وإخراج- وعُين معيدًا بكلية فنون السينما والمسرح جامعة بدر.

يقال في المثل الصيني: "إذا كانت لديك الرغبة المشتعلة في النجاح، فلن يستطيع أحد إيقافك"، ولعل هذا ما آمن به الفنان الشاب الفائز بجائزة أفضل ممثل عن دور ثانٍ مرتين في مهرجان المعهد العالي للفنون المسرحية، كذلك جائزة أفضل ممثل في مهرجان عيون السينمائي الدولي، ولقب أفضل مخرج لعام 2012 عن مسرحيته: "عزازيل، في مهرجان آفاق مسرحية، كذلك قام ببطولة فيلم الدرويش الذي تم عرضه في ركن الأفلام القصيرة في مهرجان "كان" بفرنسا.

صدر لصبري 4 كتب، قصص قصيرة ومقالات، أشاد به الأديب الراحل دكتور أحمد خالد توفيق وكتب مقدمة أول أعماله.

"جسور بوست"، حاورت النجم الشاب باعتباره نموذجًا شبابيًا وأيقونة في العمل بجد واجتهاد للسعي والإصرار على تحقيق الحلم مهما كانت العقبات.



يدفعك ما يسمى بـ"الحق في الحلم" إلى بذل مجهود مضنٍ رغم ما تقابله من عقبات تعيق وصولك، حدثنا عن ذلك؟


أعتقد أنني تخطيت مرحلة الحق في الحلم، وحاليًا في مرحلة تحقيق الحلم والاستمتاع بقهر العقبات وتذليلها، خاصة أنني واجهت صعوبات كبيرة كأن أواجه ما يسمى بـ"الشللية والمحسوبية"، ومثل معركتي الشهيرة مع يوسف زيدان، وضياع فرص كبيرة بسببها. 

ومثل برنامج "عرب كاستينج" الذي شاركت فيه، وتم وصمي بأنني ممثل فاشل من بعض رواد "السوشيال ميديا"، لقد قابلت كمية إحباطات كبيرة كانت كفيلة بإلزامي بالجلوس في المنزل، لكنني لم ولن أفعل، لديّ حالة إصرار لإيماني بموهبتي وطاقتي الكبيرة وحبي للفن والعمل، أجتهد لجعل هذا الحلم واقعًا ملموسًا، أسعى إلى تحقيق أفكاري وجعلها واقعًا سواء أكان ذلك في مجالات "التمثيل أو الكتابة أو الإخراج"، ولذا فحياتي سلسلة من الطرق المختلفة التي ربما تتسبب في تشتيتي، والحمد لله لا يحدث هذا، وبالفعل تم إفراز عدة كيانات ابتكرتها، ودشنت عدة منصات ونوافذ تسطيع دعمي مستقبلًا كصفحات "ض"، و"ميلوفرينيا"، كمنظومة مسرح و"عيش وسيما"، و"بيتك ومسرحك"، 



و"باتنين جنيه أفلام"، وهو المشروع الذي أعول عليه في الفترة القادمة، واسمه الساخر لا يعبر عن عشوائية يدار بها المشروع، على العكس أعماله صنعت باحترافية عالية ومعدات تؤهله للعرض على شاشات ومنصات كبيرة.



رغم ما تمر به الساحة الفنية، استطعت خلق "تيمة" خاصة لنفسك، وفرضت موهبتك على الوسط، كيف فعلت ذلك؟


تعودت على ألا أعلق ظهوري من عدمه على أحد، نعم هناك محسوبية وخلافه لكنني أعتمد على سعيي الميداني كدراستي 7 سنوات أكاديمية بعد 5 سنوات دراسة في مسرح الجامعة، لذا تعمدت خلق لنفسي كيان موازٍ أتواجد من خلاله كما وضحت سابقًا، مع مرور الوقت أصبحت دراستي مؤثرة وبالطبع أفادتني ووجدت مردودًا بعد سنين، 

كذلك أفادني تجميعي لجمهور أستاذي الكاتب أحمد خالد توفيق، الذي قدمني ككاتب وممثل، أحاول أن أسعى في حدود المتاح، فكثيرًا ما يمنعني حيائي من طلب فرصة من أحد، أحافظ على كرامتي، ودائمًا حريص على التزاوج بين الأدب والفن، وكذلك التزاوج للجمهورين، ومع الوقت يغدو الأمر أشبه بكرة جليد، عمل وراء آخر. مع الوقت كانت النتيجة أن صنعت لنفسي حيزًا وشخصية ومن ثم اسمًا فنيًا، وإن كنت لم أحظَ ببطولة عمل لكنني أعلم أنها ستأتي، وليس هناك عام يمر دون أن أشارك في عمل. 



ما الذي تحتاجه فئة الموهوبين من شباب الفنانين كي يساعدهم على تطوير أنفسهم ونجاحهم في هذا المجال الصعب؟


من السهولة بمكان أن ألقي خطبًا تظهرنا نحن فئة الشباب مهضومة حقوقنا، وليست لدينا فرص، وهذا حقيقة وواقع بالمناسبة، لكنني لا أحب الشكوى ولا ألجأ إليها، نحتاج فقط إلى أمور أخرى، كالإيمان بأنفسنا والإصرار على تحقيق الأهداف، لأن هناك معوقات كبيرة، كل الناس عايزه تمثل، وجميعهم يريد أن يكتب، فإن لم تكن قدر التحدي في بيئة مليئة بالمكائد والصراعات، فستكون حتمًا في مشكلة.




بخلاف كونك ممثلًا أنت مؤلف، ما القضايا التي تحب الكتابة عنها مستقبلًا وهل الكتابة عن المرأة من اهتماماتك؟

بالدرجة الأولى أكتب أدبا "رواية وقصة قصيرة"، لا أسير في طريق أن لديّ قضية بعينها أتناولها من خلال الكتابة، دائمًا ما أكتبه يكون إفرازًا لما أعيشه وخبراتي الفلسفية والحياتية، وهو ما يحدث مع التمثيل والإخراج، ولهذا كل مسرحياتي جديدة كتبتها، وإن كنت لا أفتعل الكتابة عن المرأة إلا أنها حاضرة بقوة في كتاباتي وبشكل تلقائي، أراها الحياة تحضرني جملة العظيم نجيب محفوظ: "كلما رأيت امرأة شعرت أني أرى الحياة تمشي على قدمين"، هي الحياة بكل ما فيها من جمال وجاذبية وتعقيدات وتناقض، متداخل جدًا مع المرأة وأهتم بدراستها وانعكس ذلك على مسرحياتي وكتاباتي وما أخرجته من أفلام.


من أهم أساتذتك وكيف أثروا فيك؟



كثيرون، أبرزهم أستاذي أحمد خالد توفيق الذي وجهني ودعمني في مناحٍ عدة من حياتي، على مستوى المسرح والفن، سامي عبدالحليم أستاذ بمعهد الفنون المسرحية وتعلمت منه الكثير، والأساتذة، محمد أبوالخير وأيمن الشيوي، وجلال الشرقاوي الذي عملت معه مخرجًا ودرَّسَ لي في المعهد، كثيرون لكن هؤلاء أبرزهم لخروجهم عن حيز التعليم الدراسي، وكانت لهم مساهمات في جوانب أخرى فنية وإنسانية، وقبل كل هؤلاء كان والدي، كان معلمي الأول زرع بي حب القصص، فمنذ نعومة أظافري كان يحكي لي الحكايات، طريقة حكي والدي حببتني كثيرًا في الأدب.


فيلمك "الدرويش"، هل من الممكن أن نعتبره تضامنًا مع المشردين وما هي رسائل العمل؟


رسالته مزدوجة، يمكن اعتباره تضامنًا مع المشردين، وكذلك يمكننا اعتباره تضامنًا مع المبدعين الذين يُشردون لعدم أخذ حقوقهم البديهية في هذه الحياة.


كل سنة يكون هناك عمل راقٍ على الأقل، لست من أنصار ما يردد من مقولة "زمن الفن الجميل"، على اعتبار أنه كان موجودًا ولم يعُد، بالطبع الموضوع يزيد وينقص، وأحيانًا يغلب الطابع التجاري، لكن بشكل عام الغالب من الأعمال يبعد عن الهوية المصرية وروحها، وهذه مشكلة، صناع الدراما يسعون إلى تقليد "تكنيك" الصورة الأجنبية إخراجا أو كتابة أو أحداثا، لذلك عند وجود كتابة أصيلة مأخوذة عن رواية مصرية يكون العمل فارقًا، مثال عمل "جزيرة غمام"، عُرض رمضان هذا العام، ومنذ سنوات كان "أفراح القبة" للعلامة نجيب محفوظ، وأعمال أخرى أخذت الطابع المصري واضحة الهوية، وحينها يكون حدثًا يستحق الاحتفاء. 

يقولون إن السينما مرتبطة بالسياسة.. فهل انتعاشها أو انحسارها تعبير صادق عن طبيعة المرحلة؟

لا، تتأثر بها، لكن ليسا مرتبطين في نظري، السينما أعم وأشمل، على العكس تتحايل على السياسة، حينما تشدد عليها الرقابة، تلجأ للرمز، لكنها تتأثر به بالطبع، الفن يعكس البشر والمجتمع والاقتصاد وجميع نواحي الحياة، ومع الوقت يتحول الفن إلى وثيقة هامة، ويحضرني تعبير للفنان الراحل نور الشريف: "الأفلام عبارة عن آثار حية"، بالفعل حينما أشاهد فيلمًا كفيلم" العزيمة" صناعة الثلاثينيات، هو أثر بما فيه من بشر وأماكن وأزياء واللغة وغيرها. 


<script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-8895563876333108"
     crossorigin="anonymous"></script>

No comments:

Post a Comment