بما إننا داخلين على ذكرى ميلاد #يوسف_شاهين ، فأنا بعيد نشر دراسة سينمائية قديمة كتبتها من 11 سنة عن أفلامه . مخصوص لصفحة السينما - Cinema
(سينما يوسف شاهين)
وهذا هو ما فطن إليه (يوسف شاهين) الذي قدم للجماهير رائعته (الناصر صلاح الدين) وروائع أخرى كثيرة تعتز بها السينما المصرية والعربية ، وتعرفها السينما العالمية حتى الآن ..
ربما لهذا ينتظر الكل فيلمه الجديد (هي فوضى) الذي سيصدر في العيد بإذن الله ..
الكل ؟ .. فلنصحح العبارة ونستبدل كلمة (الكل) بكلمة (الكثيرين) فسيكون هذا أدق .. إن كل الجمهور المصري لم يتفق على (يوسف شاهين) .. فأكثر من نصف هذا الجمهور لا يتابعه ولا يفضل أفلامه .. وهنا نلمس حقيقة واقعة : أن هذا المخرج المبدع مظلوم في جمهوره .. ربما لهذا له أفلامٌ تفشل ولا تلقى رواجاً كبيراً على الرغم من قيمتها الفنية العالية ، وعلى الرغم من عدم نمطية (يوسف شاهين) نفسه كمخرج ..
وبما أن أفلامه قد حققت نجاحاً عالمياً كبيراً كُرم على إثره في الكثير من المحافل والمهرجانات السينمائية العالمية ؛ إذن فلا يمكننا أن نصفه بأنه مخرج فاشل .. ربما المشكلة تكون في الوقت الذي تصدر فيه أفلامه هنا في مصر وفي الجمهور الذي يشاهدها .. فمن يشاهد أفلام (شاهين) يجب أن يكون ذا عقلية خاصة ومستوى معين من الثقافة يسمح له باستيعاب المحتوى السياسي ، أو الاجتماعي ، أو الاقتصادي ، أو الفلسفي ، أو النفسي – أو ربما كل هذه المحتويات مجتمعة - في فيلم من أفلامه .
قال (شاهين) : " شخصياتي بيمثلوا أحسن من اللي كانوا بيمثلوه مع أي حد .. محمود المليجي فضل 30 سنة بيضرب الناس طب ازاي عرفتوا إنه ممثل كويس ؟! لما اشتغل (الأرض) ..
في وقت معين ربنا بعتلي حد زي محسن محيي الدين كان حساس وهايل وكان أحسن مني ، كان عنده حتة الحساسية اللي موجودة في العنين فكان فيه تواصل بيني وبينه . كنت لما أقول ستوب وأبصله كان يقوللي : خلاص عرفت ، ونعيد الشوت ، ويعمله كويس جداً ؛ مكنتش بحتاج أقوله أنا عايز إيه أو الغلط فين .. بمجرد ما أبصله يفهم . أنا باخد موهبة وأوجهها ، أنا مبخلقش موهبة .. عشان كده بالصبر أقدر أطلع كل حاجة جواهم "
من الأمور الملحوظة جداً أن مجموعة كبيرة من أشهر نجوم التمثيل والسينما في مصر قد عملوا مع (شاهين) – بدءً من عملاق المسرح العربي (يوسف وهبي) وحتى الممثل الشاب (أحمد يحيى) - ؛ بل إنه قد استطاع بخبرته وذكائه أن يفجر فيهم – أو في معظمهم - طاقات تمثيلية رهيبة ما كانت لتُكتَشَف لولا عملهم معه .. ربما لهذا السبب يحلم معظم العاملين بالوسط السينمائي بالعمل مع عملاق الإخراج هذا ، ويعتبرون أنهم قد حققوا أقصى أحلامهم لو ضمهم يوماً لأحد أعماله .. لدرجة جعلت الأديب (أحمد خالد توفيق) يُصدر تعبيراً ساخراً موفقاً – كعادته – في هذا الصدد حيث قال :
" .. وحتى الكومبارس الذي يقدم للبطلة كوب ماء في أحد أفلام (يوسف شاهين) يعتبر نفسه أستاذاً من أساتذة التمثيل ، ويقول في وقار وغموض : " أفضل أن يرى الناس العمل ليحكموا بدلاً من أن أتكلم عنه ". وغدا من التقليدي في كلام أي ممثل أن يحكي عن (تجربة التطهير أو الميلاد الجديد) التي اجتازها بالعمل مع شاهين "
ولأن سينما (يوسف شاهين) تُعدّ غامضة بالنسبة للكثيرين ؛ فأنا أحاول في هذه الدراسة القصيرة المتواضعة أن أقترب أكثر منها وأعرضها لكل من يهتم بالسينما مقسماً حديثي بشأنها إلى ثلاثة أقسام ...
- أيدولوجيات يوسف شاهين واتجاهاته الفكرية ، ومنهجه في السينما .
- أفلام سيرته الذاتية .
- أدواته ومفرداته السينمائية الخاصة .
يتبع ...
أحمد صبري غباشي
متابع ...
ReplyDelete