Sunday, 12 February 2017

المخرج أحمد عبد السميع ورأيه في أحمد صبري غباشي.



(الصورة لـ أحمد صبري غباشي في دور: المفتش جافير، من مسرحية: البؤساء 2011)

كَتَبَ أحمد عبد السميع 2011:
(ممثل ومخرج مسرحي)


"أحمد صبري فنان متعدد المواهب بشكل يدعو للتعجب .. عرفته كاتباً قبل أن يكون ممثلاً ومخرجاً وراقصاً ودونجواناً .. شديد الوسامة .. شديد الهدوء .. شديد الاعتداد بالنفس على الرغم من انشغاله بإخراج عرض في نفس المهرجان إلا أنه حمل على عاتقه الكثير من المسئولية من أجل أن يقدم هذا العرض بالشكل الذي نفخر به جميعاً ."

"قام أحمد ببطولة العديد من العروض بفريق كلية الآداب مثل (البطل في الحظيرة) ، و(حلم ليلة صيف) ، و(دائرة الطباشير) ، و(حكاية فاسكو) .. كما قام مؤخراً بأداء أروع وأصعب أدواره في عرض (البؤساء) وهو دور (جافير) ..
 أخرج أحمد ثلاثة عروض مسرحية كُللت جميعها بالنجاح ، واختلفت في أسلوب إخراجها وشكلها العام مما يدل على موهبة متفردة فعلاً ."

"أحمد صبري ممثل حساس للغاية .. يجيد الإحساس بالدور والتحضير له ودراسته دراسة وافية .. متلقي جيد للنصيحة متلهف عليها .. ويطمع دائماً في أن يطور من نفسه ، وأكثر ما يعجبني فيه هو التطور السريع في موهبته ومستواه الفني والناتج من اهتمامه الشديد واهتمام الآخرين به لتوسمهم الموهبة فيه وتوقعهم لمستقبله الباهر .. هو يتميز بصوت رقيق معبر، وإحساس دافىء ، وردود أفعال طبيعية ، ورشاقة وانسيابية في الحركة"

"عندما تشاهد صبري يمثّل تظن أن التمثيل شديد السهولة ولا يحتاج إلى جهد ، ولكن لو حاولت أن تؤدي مثله ستعرف قدر الصعوبة التي ستواجهها كي يؤدي بمثل البراعة التي هو عليها .. كاريزمته التمثيلية فريدة بالفعل ، وربما تساعده كي يصل بموهبته إلى ما تستحقها من نجاح."

"أي ملاحظ جيد لتلك الموهبة الفطرية سيحزنه بلا شك ان لا تصل إلى قمة عطائها وما هو مرجو منها في المستقبل لأي سبب من الاسباب ."

- أحمد عبد السميع
 ممثل ومخرج مسرحي


الأديبة نجلاء محرم: أحمد صبري غباشي، إرهاصة بميلاد جيل جديد من الكتّاب 2007




(أحمد صبري غباشي)
إرهاصة بميلاد جيل جديد من الكتّاب



" تقديم الأديبة : (نجلاء مِحرم) 2007"

    مسترخيا تجلس تحوطك الرتابة وأنت تمسك ـ ككل يوم ـ وريقاتٍ لتقرأ ما فيها.. فإذا بك تعتدل في جلستك.. وتعود لتقرأ بانتباه سطورا قرأتها نصف شارد..
عندئذ تكون قد صادفت كتابة لافتة.. وبعدئذٍ ستتحرى كاتبها لتؤكد رأيك فيه أو تنفيه..
فإذا استطعت تأكيد رأيك ـ وهذا أمر قليل الاحتمال ـ ستتكرر جلساتك لتتابع حروف هذا الكاتب وسطوره ومواضيعه وأنت سعيد طرِب وقد فارقك استرخاؤك الرتيب.

    ولعل حظي السعيد قد أتاح لي المرور بهذه التجربة النادرة حين قرأت لـ (أحمد صبري غباشي).. حيث تفاجأت بكاتب لافت.. ثم عاودتني المفاجأة حين علمت أن عمره ـ حين قرأت له أول مرة ـ لم يكن قد تعدى الخامسة عشرة إلا بشهور.. وبعد ذلك التقيته لأجده إنساناً مهذباً وديعاً ذكياً خجولاً..
ونظرياً إذا حاولنا وضع ملامح لصورة الكاتب المبشر سنقول أولاً: الموهبة.. وثانياً: اكتشافه المبكر لنفسه والتقاطه لمرحلة تفتحه ورعايتها لتسريع انطلاقه بعدئذ كاتباً مكتملاً معطاءً.. وثالثاً: حسن تفاعله مع الوسط الأدبي والثقافي.
و(أحمد صبري) يمتلك هذه العناصر المُشَكِّلة لصورة الكاتب المميز، موهبة حقيقية متوهجة لا تستطيع أن تحصرها في حدود الموهبة الأدبية، حيث من الأفضل أن تصنفها كموهبة عقلية، تتضح حيناً في الإبداع الأدبي وتأتلق حينا في المقال السياسي وتفرض نفسها حينا آخر في النقد الفني.. والأحايين كثيرة والائتلاق مبهر.
ثم تأتى ميزة اكتشافه المبكر لموهبته.. وتقديره لحلمه وسعيه الحثيث للوصول إليه.. فأحمد شخص يؤمن بجدوى ما يفعله حتى وإن كان ينكر هذا، إلا أن دأبه في متابعة الخطو في طريق الكتابة، واعتنائه بهذا الشق الإبداعي في ذاته وتطويعه لحياته دعما له، يؤكدان مدى إيمانه بموهبته وتقديره لها وسعيه واثقا نحو هدف واضح تمام الاتضاح في مخيلته.
فإذا أضفنا إلى ما سبق قدرته على التفاعل مع الساحة الثقافية بجميع مفرداتها البشرية والمعنوية والتكنولوجية، وإدراكه لكون هذه الساحة مكتظة بما هو ملائكي وما هو نقيض ذلك وأن عليه أن يتعامل مع أطيافها السلبية والإيجابية بنظرة واقعية نابعة من نضج مفهومه حول طبيعة الوجود الإنساني بخيره وشره، سنطمئن إلى ثبات خطوه في طريق الإبداع دون إحباطات وإحجامات وانكسارات.. وبالتالي دون تعثر وتعطل.

    عرفت (أحمد صبري) قاصاً ثم توالت بطاقات التعريف التي قدمها لي ولغيري من متابعيه.. وهذا الكتاب: (ومضات من حياة بشر) هو واحدة من هذه البطاقات التي تحمل اسمه وتحمل ملامح موهبته المتعددة الأطياف.
ففي ومضاته نلمح كاتب القصة الموجز القناص للحظة المتمكن لغويا وإبداعياً..
وأيضاً نراه راصداً سياسياً يصيب بسهام حروفه جوهر أزماتنا وانكساراتنا السياسية سواء على الساحة الدولية أم العربية أم الداخلية.
إضافة إلى قبضه على العديد من تشوهاتنا الاجتماعية ولعل أكثر ما تفاعلت معه في هذا المجال هو رصده لإحساسنا بالدونية تجاه كل ما هو أجنبي وتعظيمنا لثقافات الغير وحطِّنا من ثقافتنا.. تلك الآفة التي فتحت الباب على مصراعيه أمام الغير ليتسيدنا وزينت لنا العبودية والانسحاق أمام أسيادنا الجدد.

    وللفن ـ السينما والدراما والموسيقى والغناء ـ وللإعلام التليفزيوني نصيب في ومضات (أحمد صبري)، يتضح هذا في تفاعله مع هذه الفنون وتأثره بها سواء رفضا أو إجابة، وسخريته من العديد من ثمراتها الفجة مُعْليا دور الفن باعتباره دربا من دروب التربية والتهذيب والتثقيف للشعوب.

    (ومضات من حياة بشر)
هل هو كتاب نقدي؟
أم أنه كتاب ساخر؟
أم تراها ومضات قصصية إبداعية؟
صدقوني.. لا تبحثوا له عن تصنيف كي لا تظلموه، فالكتاب بطاقة تعريف بكاتبه ومثلما هو صعب حصرنا إياه تحت تصنيف واحد؛ فإننا كذلك لن نستطيع تصنيف (أحمد صبري) على أنه قاص أو كاتب مقال أو كاتب ساخر أو ناقد أو غيرها من التصنيفات..
هل أستطيع القول أن (أحمد صبري) هو بداية جيل المبدع الشامل، وأنه بشارة بقرب نهاية عصر التخصص الفني الصارم البغيض؟ حيث القاص لا يفهم في الموسيقى والطبيب لا يقدر الرياضة والناقد لا تتسع معارفه إلا لبضع نظريات نقدية جامدة صارمة، والمهندس يتخاصم مع التاريخ..

    هل نعتبر (أحمد صبري) إرهاصة بميلاد (صنف) المبدع الشامل؟
أستطيع باطمئنان أن أزعم هذا.. ولتترصدوا ـ كما ترصدت ـ في هذا الكتاب ينابيع ثقافته لتروا كم هي عديدة ومتنوعة وثرية.

(ومضات من حياة بشر)
كتاب سعدت بتقديمه لكاتب أشرف بأن أكون أحد الراصدين لبزوغ نجمه الوهاج.


نجلاء محمود محرم


  

قرّر أن يُصبحَ أديبًا





"قرر أن يصبح أديبًا.. 
لذا، وضَعَ قلبه وعقله في جوالٍ من لُغته حَمَله على ظهره، ليمضي في رحلةٍ مدتها الزمان ووسعها الكون!" 

- أحمد صبري غباشي

اقتباسات من كتاب: نادمًا خرج القط



اقتباسات من كتاب: نادمًا خرج القط


 “إذا ما نقّبت وراء أية مشكلة في الوجود ستتسلل إلى أنفك رائحة مال أو عطر امرأة .”
― أحمد صبري غباشي, نادمًا خرج القط


“كل تلك الضجة من أجل عام جديد. من أجل رقم واحد سيزيد في التقويم وستتم إضافته للتاريخ؛ مما سيسعد طلاب المدارس الذين سيرون تجديداً - أخيراً - عندما يكتبون تاريخ الحصة بعدما كانوا قد ملّوا التقويم القديم.... عام جديد.. رقم زائد . ”
― أحمد صبري غباشي, نادمًا خرج القط


 “ .. ومثل كل عام .. عند رحيل أى عام وقدوم عام بعده ؛ ترى آثار نحت البهجة على الوجوه .. بهجةٌ زائفة ، منحوتةٌ برداءة ؛ نحتها مثّالٌ فاشلٌ على صخرةٍ هشة ”
― أحمد صبري غباشي, نادمًا خرج القط


“شعورٌ لطيف أن تخرج من حمامك نظيفاً؛ تشعر أن كل ما بك من أوساخ قد تلاشى، أوساخ روحية أو جسدية، وأنك - خلاص - سوف تبدأ من هنا.. من بعد هذا الحمام سوف تبدأ نظيفاً..
لكن يظل السؤال :
كم حماماً تستغرق حتى يكون هذا هو (الحمام الذي ستبدأ من بعده) ؟!
― أحمد صبري غباشي, نادمًا خرج القط

 “اجعل وثبات عدوِك واسعةً بعرض آمالك وأحلامك”

― أحمد صبري غباشي, نادمًا خرج القط

 “ليس أصعب على المرء من أن يكون عدوه غبيًا ساذجًا أبلهًا أجوفًا أخرق ، فهذا يحرمهُ لذة النصر عليه”

― أحمد صبري غباشي, نادمًا خرج القط


“وأيضاً كي يدرك الحاكم وكلابه أنهم ان استطاعوا أن يخرسوا صوتاً.. فإن ذلك لن يمثل النهاية السعيدة التي يحلمون بها.. وأنه ستظهر آلاف الأصوات كي تبرهن على عجزهم أمام إرادة الشعب..

- من قصة : حكاية س”
― أحمد صبري غباشي, نادمًا خرج القط




“ظلت تحويلات الرصيد التي لا يدري مصدرها تأتيه دوماً، وظل يتجاهل التفكير في مصدرها مؤمناً أن هذا لا يهم. شاغلاً نفسه بقضايا أكبر..
وظل لا يعلم أن كل طفل في البلاد يدّخر من مصروفه ليقوم بتحويل رصيد لرقم هاتف (س) المحمول..
وعلى عرشه ظل الحاكم ينتفض غضباً لما بلغ لهذا الـ (وطني) من تأثير..
أو ربما كان ينتفض بسبب بعض النتوءات غير المريحة في كرسي عرشه..
لا أحد يعلم!

من قصة : حكاية س”
― أحمد صبري غباشي, نادمًا خرج القط
-

 “دوماً ما يسرق تنسيق الكلمات الأعين ويبهرها .. ودوماً ماتخطف البراويز الأبصار، حتى أنك قد تنصرف كلياً عن الأصل، أو ما يحويه البرواز .. ويسرق البرواز نفسه تركيزك”

― أحمد صبري غباشي, نادمًا خرج القط

حوار قديم مع أحمد صبري غباشي 2006 لجريدة الجزيرة العربية





حاورته: ريهام عبد الحميد 


تبدو الحياة عادية للغاية , وأحياناً مملة , ولكن ربما إن بحثنا قليلاً سنجد فيها ما يفاجئنا ..حمد صبري غباشي) , سبعة عشر عاماً , إنتاج أدبى غزير ومتميز , شهرة نسبية ,  يمكننى أن أقول أيضاً أمل كبير جداً في المستقبل .




 (الصورة إهداء من فنان الكوميكس الكويتي د. جرّاح علي الطبيخ)

-         يلقبونك بيوسف ادريس الصغير , ولكن كيف ترى نفسك فى هذه المرحلة الصغيرة والمتقدمة بنفس الوقت  ؟
-         مرحلتي التي وصفتيها بـ (الصغيرة والمتقدمة بنفس الوقت) أكسبتني ثقة كبيرة بنفسي ؛ يخشى البعض أن تتحول فيما بعد إلى غرور .. لكن عن نظرتي شخصياً للموضوع .. أجد أن الوضع طبيعي جداً ؛ فأنا لم أفعل شيئاً خارقاً .. قرأتُ فاستوعبتُ فشغفتُ فكتبت .. فقط ! .. بغض النظر عن تقييم مرحلتي لأن هذه مسألة لا يمكنني الحسم فيها .. وإنما يُترك هذا للآخرين .

-         ما هى بدايتك الاولى مع الكتابة ؟ وكيف تتأكد من انك تجيدها فعلاً ؟
-         هناك بدايات طفولية , وكانت كثيرة ومتعددة بالفعل .. ففي أول الأمر كنت أقوم بنقل نصوص القصص والكتيبات في أوراق تخصني ثم أكتفي بوضع اسمي عليها بمنتهى الفخر .. كان هذا في أول مرحلة من الابتدائية .. ثم بدأتُ بعد ذلك أخط بعض الهراء إلى أن تطور الوضع تدريجياً .. بدايتي الحقيقية والجادة كانت في عام 2004 حيث لاحظت وقتها أني قد بدأت أخط أشياءً من الممكن أن يقرأها الناس أخيراً وينتقدونها بجدية .. أما بالنسبة لتأكدي من أني أجيدها ؛ فهذا ليس ثابتاً عندي .. فأحياناً متأكد ، وأحياناً لا .. والفيصل في ذلك ردود فعل الآخرين .

-          هل تتقبل النقد نفسياً بصورة عادية أم تشعر بضيق ؟
-         أي نقد تحديداً تقصدين ؟ .. هناك أشخاص خُلِقوا خصيصا كي يحيلوا حياة الكتّاب إلى جحيم .. لو كان النقد عقلانياً مُمَنطقاً فهو يصيبني بسعادة بالغة بصدق .. سواء كان نقداً سلبياً أو إيجابياً .. أما من أشتمُّ في حديثه أنه يتقصّد بشكلٍ ما إهانة عملي فهذا لا أعبأ به على الإطلاق .. ربما أغفو نائماً لبعض الوقت حتى يفرغ !

-         ماذا تعنى لك الكتابة ؟
-         تعني جزءً كبيراً وممتعاً في حياتي .. فيها أجد نفسي مجردةً بلا شوائب .. بل وفيها أستطيع أن أجد الآخرين أيضاً .

-         من الكاتب الذى تتمنى الوصول لمستواه او تتخطاه ؟
-         لا أحد .. أريد أن أكون حالة مستقلة بذاتها ، وعندما أطمح مع نفسي دائماً للوصول لأعلى فإني أتخطى بطموحي كل المستويات .. أعشق (إدريس) و (محفوظ) و (د. أحمد خالد توفيق) .. وأتمنى أن أكون مؤثراً كما فعلوا .. لكن ليس بنفس الدرجة .. بداخلي طاقة كبيرة وأحمل رسالة أود توصيلها ، وأرجو ألا يضيع هذا هباءً .. " هم فعلوا .. لكن ماذا عني ؟ " .. هكذا أسائل نفسي دوماً .. أو بمعنى أدق : هكذا أستفز نفسي دوماً .



-         لك كتاب اليكترونى على مجلة مدارات المغربية والتى تتمتع بشهرة ومتابعة عالية على شبكة الانترنت  .  حدثنا عن كل الاعمال المنشورة لك ؟



-         حسناً .. سأحاول التظاهر بالتذكر وأقول أشياء كـ (أرجو ألا تخونني الذاكرة) و (دعيني لحظات كي أتذكر) كي أترك انطباعاً أن أعمالي المنشورة كثيرة جداً .. لكني فعلاً لن أستطيع حصر كل ما هو منشور على شبكة الإنترنت .. فهو كثير للغاية .. نشرتُ في مجلة (بص وطل) المشهورة ، ومجلة (مدارات) ، ومجلة (ديوان العرب) .. وكل من هذه الدوريات لها مستواها وجمهورها ولله الحمد .. لكن كل رصيدي من النشر في المطبوعات كان في إصدارات مجمعة تحوي العديد من الأدباء الشبان .. كالعدد الثاني من سلسلة (بدايات) التابعة لـ (دار ليلى) ، وكتاب (صفحة جديدة) التابع للمورد الثقافي ، والعدد الخامس من كتاب (الفائزون) التابع لمسابقة الأديبة الرائعة (نجلاء مِحرم) ، والعدد الرابع من (بدايات) التابعة لـ (دار ليلى) أيضاً ، والعدد الثالث من سلسلة (مولوتوف) - دار ليلى - ، وهناك مشروع كتاب جماعي أيضاً قريباً تابع لـ (بص وطل) .. أعتقد أن هذا هو كل ما في الأمر !

-         تتوزع اعمالك المنشورة بين شبكة الانترنت والنشر الورقى .. ايهما يعطيك الاحساس بالراحة اكبر ؟
-         الوضع الطبيعي هو أن أجيبك : النشر الورقي .. لكن هذا ينافي ما حدث معي - حتى الآن - .. فالنشر على الإنترنت هو ما أعطاني الرصيد الأكبر من الراحة والثبات ..  فمن خلاله انتشر اسمي ، وعرفني الناس وتابعوني ، وأتاح لي فرصاً قيمة ، وآمنت بموهبتي عن طريقه .. لكن من جديد أكرر فأقول : هذا ما حدث معي (حتى الآن) .. فعندما يصدر الكتاب المستقل الذي يحمل اسمي سأطير فرحاً بشدة كأي كاتب من المفترض أن عنده دم ! .. باختصار .. النشر على الإنترنت أراحني وثبّتني ، والنشر الورقي سيساهم في تحقيق جزء من أحلامي .



-           ما الذى يعنيه لك ان تكون فى السابعة عشر فقط ويحظى اسمك بانتشار نسبى فى الاوساط الادبية ؟
-         قد يعني هذا أنني ربما أكون من الذي يحدثون (فرقعة) لبعض الوقت ثم يتلاشون بعد ذلك .. أو قد يعني أن لديّ موهبة جيدة ستحطمها الظروف من حولي .. أو قد يعني أن أني سألاقي نجاحاً نسبياً في المستقبل .. أو قد لا يعني شيئاً مطلقاً .. الأمر نسبي .

-         هذا يخيفك ويضغط عليك ؟
-         لا أهتم .. أنا أكتب وحسب !

-         هل اثر الوقت المستقطع للقراءة والكتابه على وقت الدراسة فى هذه المرحلة العمرية ؟
-         ها قد أتينا للأحاديث المعقدة .. عموماً سأجيبك .. ما بيني وبين الدراسة أساساً علاقة غريبة .. سميها : سوء تفاهم ، أو كما يحلو لكِ .. بالتأكيد كان الأدب من ضمن الأسباب التي أدت إلى عثرتي الدراسية - أو فلنقل (انكبابي الدراسي) فسيكون هذا أدق - .. فقد كنت متفوقاً في يومٍ ما ، وعلى الناس أن يصدقوا ذلك .. لكن منذ بدء المرحلة الثانوية أصابتني حالة بغيضة من التشتت والانضغاط بين أكثر من أمر .. فوجدتُ نفسي أهتم بكل شيء وأي شيء قبل الدراسة .. أدب ، كمبيوتر وإنترنت ، رسم ، نشاطي في المسرح .. الخ . لكن دائماً كانت الدراسة في آخر القائمة .. فسَّر البعض هذا على أنه عته نادر ، وأفسره أني أكره نظام التعليم بشدة , وبوضعي هذا قد أكون نموذجاً غير طيب يضرب أولياء الأمور به المثل لأبنائهم على غرار (شايفين اللي مش بيشرب اللبن يحصلوا ايه !) .. لكن هذا ما حدث .

-         حدثنا عن نشاطك المسرحى , وعلاقته بالادب ؟
-         في إحدى قصاصاتي كتبت : " إن أردت رؤية الأدب مجسماً .. له طول وعرض وارتفاع وصوت ؛ فعليك بالمسرح " .. خضتُ التجربة وعشقتها بالفعل .. وعرضتُ على مسارح كمسرح (ساقية عبد المنعم الصاوي) بالزمالك ، ومسرح (أم كلثوم) بالمنصورة ، وبـ (مهرجان شبرا) السنوي .. ودفعني هذا لأن أقرأ المزيد في مجال المسرح - مما يثريني أدبياً قطعاً - وأفكر جدياً في أن أكتب للمسرح أيضاً .. لكن هذه مسألة غير هينة وتحتاج لإعداد وقراءات كثيرة .


-         كيف يتقبل والديك وعائلتك وضعك ككاتب صغير ومشهور نسبياً ؟
-         أستطيع أن ألحظ في أبي وأمي - وعائلتي عموماً - شعوراً بالفخر يفشلون في إخفائه .. لكنه شعور  يكون مقروناً دوماً بنصيحة ما عن أمرٍ ما متعلق بالدراسة كي لا يجعلني هذا أنغمس في الموضوع أكثر وأنسى الدراسة .

-         هل ستتخذ من الكتابة مهنة لك ؟
-         لا بالطبع .. ومن المُحال حتى أن أفكر في ذلك .. فلو تم ذلك سيكون أمراً بغيضاً حقاً .. الكتابة هواية لا حرفة .. متعة بالنسبة لي ، أمارسها لأنها جزءٌ من نفسي ومن مكنوناتي الداخلية .. وهذا الجزء من نفسي محالٌ توظيفه ووضعه في إطار محدد .

-         تملك املاً كبيرا فى المستقبل كما ارى ما هو اكبر طموحاتك ؟
-         هناك طموح شخصي يصعب التحدث عنه حالياً ؛ وهو الأكبر من بين كل طموحاتي .. وهناك طموحي الأدبي الذي يحتل المرتبة الثانية ، وهناك أيضاً طموحي في التمثيل للمسرح .. وأحياناً عندما أكون في لحظات صفاء مع نفسي وأتخيل الدنيا وردية ! .. أحلم بالسينما ..
وهناك طموح خاص .. في أن أكون الشخص المثالي الذي أتمناه .. لكنه على ما أعتقد لن يتعدى مجرد حلم .. ربنا يستر !

-         ما هى الاشياء التى لولاها لتوقفت عن الكتابة ,وما الذى يشجعك على الاستمرار؟
-         أولها بالتأكيد القراءة ، وهناك أيضاً اهتمام القراء وانتقادهم الدائم ، وكذلك لولا إحساسي بالمتعة دائماً لما وجدت الدافع للاستمرار .

-          اخر مشاريعك الادبية ؟
-         مشروع روائي ضخم سيتطلب مني مجهوداً رهيباً ووقتاً طويلاً جداً .. اسمه : (يحكى أن ...) ، وكذلك مجموعتان قصصيتان (سأكتب) و (للحب قوانينٌ أخرى) .

-         من الشخص او الاشخاص الذين لهم دور فعلا فى حياتك الادبية ؟
-         سأظل دوماً أؤكد على أهمية دور الأديب المبدع (د. أحمد خالد توفيق) الذي قدم لي الكثير - دعماً أدبياً ومعنوياً من المُحال إغفاله .. وكذلك الأديبة الرائعة (نجلاء مِحرم) التي بمثابة أم ثانية لي .. والعزيزة (يارا وفيق) التي قرأت كل ما أكتب واهتمت بانتقاده انتقاداً جاداً مفصلاً ، وكذلك العزيزة (إيمان هيثم) ، و (رامي السقا) ، و (محمد عبد السميع) ، و (أحمد حمدينو) .. أشخاص كثيرون جداً فعلاً كان لهم دور في ذلك .

-         كلمة اخيرة تحب تقولها ؟
-         للقارئ الذي سيقرأ هذا الكلام .. أرجو أن تطالع اسمي مستقبلاً على إصدارٍ ما ، وأن يؤثر فيك هذا الإصدار بالإيجاب .. لو حدث هذا فعلاً ؛ فسأحمد الله حمداً كثيراً على ما وهبني من نعمة الكتابة .

وهذا بعض مما تحتويه الحياة , بها الكثير والكثير من حمد صبري غباشى) .. فقط .. لمن يبحث .






أحمد صبري غباشي في حوار صحفي قديم 2006 مع الصحفية المغربية منى وفيق







يقول (أحمد صبري غباشي) : " أحمدٌ أنا ؛ ولديّ أسبابي" .. هو لا يعرف هذه الأسباب .. لكن المحيطين والمتتبعين له يعرفونها ؛ فهي على التوالي : المثابرة ، والجدية في الكتابة ، والموهبة الذكية ، والتطلع المشرق أدبيا و وجودياً .
(أحمد صبري غباشي) أديب مصري شاب يبلغ السابعة عشرة ، يكتب القصة القصيرة والرواية والمقال بحس ساخر عال فعلاً . كلما قرأت لهذا الكاتب الموهوب أردد لنفسي : " تذكري هذا الإسم جيدا ، إنه قادم ..قادم!! "

حاورته : منى وفيق - المغرب





1 – أحمد صبري غباشي ، ماذا يعني لك أن تكون أصغر كاتب مصري؟

عامةً لا أعتقد أن هناك معنى لكلمة ( أصغر ) غير أن تكون ( الأقل شأناً ) .. وبالنسبة لموضوع العمر فهذا لا يشكل فارقاً كبيراً عند الكثيرين - وهذا هو المفترض - .. أما بالنسبة لوقع ذلك عليّ شخصياً : فهذا يدفعني للثقة بعض الشيء بنفسي ، أو أن أبلغ مرحلة كبيرة من التضرر فأظن - أحياناً قليلة - أني أسبق أقراني إلى النضج الأدبي .. ولكن هذا لا يدوم معي كثيراً لأني أروّض نفسي بشدة .

2 – يلقبونك بيوسف ادريس الصغير..ثمة شبه بينكما شكلا فعلا ، أتحس الشبه هذا يتجاوز الشكل إلى طريقة الكتابة مثلا؟

أعتز بهذا اللقب كثيراً - بغض النظر عن عائلة ( يوسف إدريس ) التي لاشك ستغضب ! - لأن الأديب الرائع : ( د. أحمد خالد توفيق ) هو من أطلقه عليّ ..
تأثرت بـ ( يوسف إدريس ) في الكتابة كثيراً بالفعل ؛ ومن وسط كل ما قرأته لم أصادف بعد في الأدب العربي قاطبةً - وربما العالمي - من يكتب القصة القصيرة بنفس براعته .. أخشى أن أثرثر كثيراً في هذا الصدد لأن الثرثرة تحلو لي عندما أتحدث عن هذا الرجل .. لكن بالنسبة لكتابتي حالياً .. فأعتقد أني خرجت من قيد تأثري بكاتب معين وأصبح لي أسلوبي الخاص نوعاً ما .. لكن ( يوسف إدريس ) مرحلة في حياتي لا أنكر وجودها قطعاً .



3 – أنت شديد الإعجاب بالدكتور أحمد خالد توفيق ، ألم تتمن يوما لو أنك تتبنى نفس خطه الإبداعي؟

على فرض أن هذا حدث .. ثم ماذا بعد ؟ .. ماذا سيفيد القارئ لو فوجئ أمامه باثنين ( أحمد خالد توفيق ) .. واحد أصلي مبدع لم يحدث في الأدب العربي من قبل .. وآخر شبيه به يتصنع أسلوبه .. أرفض هذا طبعاً .. أسعى لأن يكون هناك ( أحمد صبري غباشي ) مستقل يميزه القارئ وقت أن يراه ؛ ويحرص على متابعته .. وأتمنى فقط لو أبلغ ربع الإبداع الذي يُخرجه ( د. أحمد ) لجماهير الأدب العربي .



4 – هل تتلقى أي مساندات معنوية ومادية من أدباء يؤمنون بموهبتك وبضرورة رعايتك فكريا وأدبيا؟

في بداية الأمر لم يكن هذا .. لكني سأكون جديراً بالطعن حتى الموت لو أنكرتُ هذا حالياً .. هناك الكثير من الكتاب الذين لا أنكر دورهم - المؤثر جداً جداً جداً - في حياتي الأدبية ؛ وربما حياتي عامةً .. على رأس هؤلاء ( د. أحمد خالد توفيق ) ، والأديبة المتميزة : ( نجلاء مِحرم ) ، والكاتب المتألق ( د. محمد فتحي ) ، و ( أ. محمد سامي ) صاحب ( دار ليلى للنشر ) - أعانه الله علينا - ..
أخشى أنني قد نسيتُ أحداً ؛ وهذا أنا متأكد منه !!

5 – كيف ساعدوك؟ وماذا قدموا لك؟

هذا شبيه بأن تطلبي مني سرد ما تم في العامين الأخيرين بكل ما جرى فيهما .. موضوع يطول شرحه ؛ لأن هذا أولاً سيجبرني على أن أحصر كل من ساعدوني ؛ وإجابتي السابقة لم تحصرهم وإنما فقط ذكرت أمثلة .. وثانياً سيكون احتمال أن أنسى أشياء كثيرة - كبيرٌ جداً .. لكن بشكل مختصر ؛ فإنهم يقدمون لي الدعم المعنوي اللامنقطع ، والحرص والاهتمام على متابعة ما أكتب ،وانتقاده بشكل جاد يخرج عن إطار ( أحسنت يا ولد ؛ سأكافئك بشكيولاته في المساء ) .

6 – ماذا عن الإصدارات؟ وهل تجد أنها مهمة لأن يقال " أحمد صبري غباشي ، كاتب مصري شاب."؟

لم يصدر بعد الإصدار المستقل الذي يحمل اسمي - ربما لحسن حظ الأدب العربي - .. كل إنجازي في النشر كان على شبكة الإنترنت .. كذلك كل ما صدر لي بالنسبة للمطبوعات هي إصدارات جماعية كان لي فيها مشاركات .. ولم يُشف هذا غليلي على الإطلاق لأن النشر المطبوع - والنجاح فيه بشكل ساحق - هو أحد أكبر أحلامي في الحياة عموماً ، ولابد بإذن الله أن أسعى جاهداً لتحقيقه .. فمهما حقق النشر على شبكة الإنترنت نجاحاً فسيبقى  للإصدار المطبوع قدره ومكانته عند القراء .. ولن تصل رسالتي التي أصر على توصيلها للناس كما أريد إلا بالنشر المطبوع .. كتبت حتى الآن مجموعتين قصصيتين وأسعى في مشروع روائي ضخم ، هذا بالإضافة لكتاب يحوي المئات من القصاصات بعنوان : ( ومضات من حياة شعب ) .. سأتقدم بإحدى المجموعتين لإحدى دور النشر المصرية هذا الصيف إن شاء الله .

7 – كيف تجد الجيل الجديد من كتاب القصة القصيرة والرواية في مصر؟

من تقصدين بالجيل الجديد ؟ .. من بدأت أسماءهم تلمع فعلاً ولهم إصداراتهم الخاصة ؟ أم أقراني من الجيل الذي لم يصدر مطبوعات بعد ؟

كلاهما

لا أدري لمَ تصعب الإجابة على هذا السؤال ؟! .. هذا يضعني في موضع الكهل الحكيم العالم بالأمور على الرغم من أن وضعي معكوس تماماً ولستُ مؤهلاً للحكم في ذلك .. لكن عموماً سأبدي رأيي .. بالنسبة للصنف الأول ؛ فهناك مواهب مبشرة للغاية لكنها - لسبب ما لا أعرفه ، ولا يعرفه أحد على الأرجح - تتوقف .. وبهذا تترك المجال لكتاب آخرين يغرقون في الذاتية والغموض - وهذا هو ما يستفزني بعنف في كتاباتهم ..
أشعر أنهم يؤمنون أن عليهم - كي يثبتوا لأنفسهم موهبتهم غير الهينة - أن يُغرقوا في الغموض والذاتية مستخدمين بذلك المعقد من الألفاظ والتشبيهات على حدٍ سواء .. وكأنهم ينتقمون بهذا انتقاماً سادياً من القارئ المسكين .. هناك البعض ممن ينصلح حالهم فيما بعد ويرجع إلى صوابه ليكتب كلاماً يفهمه الناس .. ومنهم من تعجبه لعبة الإغراق في الغموض هذه ويظل على عناده .. أما بالنسبة للصنف الثاني - أقراني من الجيل الذي لم يرَ النور بعد - .. فلا يختلف الحال كثيراً .. لكن الفارق أن المواهب المبشرة كثيرة جداً بالفعل .. لكنها في ذات الوقت باعثة على الحسرة لأن هؤلاء لا يلقون فرصتهم للنشر .. ينقصهم فقط بعض الصقل والخبرة الدراسة كي يصيروا كتاباً لا يشق لهم غبار ؛ خاصة مع توافر حماستهم المثيرة للإعجاب ..
وهناك منهم الذين يتعلقون بذيل الدراسة الأكاديمية بشكل زائد عن الحد قد يسبب النفور .. ويثبّت في رأسي يقيناً يصعب تغييره أنهم حفنة من المتحذلقين .

8 – ماذا تؤمّن لك الكتابة يا أحمد ؟

تؤمّن لي نفسي .. تُشعِرني أني لا زلت إنساناً قادراً على الحس والتفكّر والنظر للأمور - مهما عظمت - بمنظوري الشخصي الذي أحلله حسبما يتراءى لي ..
تؤمّن لي إضفاء طابعي الخاص على كل الموجودات من حولي ، وتكسبني الثقة في موهبتي أكثر ، وتردني إلى طبيعتي متى سرتُ في الطريق الذي قد يحولني إلى مسخ .. وهذا تم معي كثيراً من قبل فعلاً .
ً
9 – ما تسعى له كإضافة لجنس القصة القصيرة؟

لو كنتِ قد باغتّني بهذا السؤال وأنا غارق بين أوراقي أخطط لأشياء كثيرة بالنسبة لمشاريعي الأدبية - ربما ثرثرتُ معكِ لمدة أسبوع متواصل .. لكنكِ عندما تأتين بي لتقولي استعد سأجري حواراً معك وتسألينني سؤالاً كهذا .. فمن المثير أني قد تفاجأت بنفسي الآن عاجزأ عن الجواب .. لكن مبدئياً سأجيب بأني أسعى لأن أضيف لجنس القصة القصيرة شيئاً من طابعي الخاص ؛ وسأحرص دوماً على أن يكون جديداً غير تقليدي .

10 -  وما هي مشاريعك الكتابية؟

الكثير من القصص القصيرة - لأن انتمائي للقصة القصيرة في الأساس - .. كما يوجد في ذهني ما يقرب من 4 أفكار لـ 4 روايات جادة بدأت أخطط لها فعلاً .. منهم رواية ضخمة جداً وستستغرق وقتاً طويلاً للغاية .. بالإضافة إلى اهتمامي مؤخراً بكتابة المقالات ولا أعتقد أني سأتخلى عن هذا بسهولة لأن الأمر ممتع حقاً .. ثم كتاب القصاصات هذا الذي حدثتك عنه .

11 – ما رأيك بالنشر الإلكتروني ؟ وهل وفّاك حقك الإبداعي كاملا ؟

ليس كاملاً طبعاً .. ولن يوفيه كاملاً إلا النشر المطبوع كما أسلفتُ .. أما عن رأيي فيه فقد كان - على المستوى الشخصي - بمثابة نقلة كبيرة جداً جداً في حياتي الأدبية .. هو من أشعرني أن لي جمهوري - ولو بدا صغيراً - وصادفتُ عن طريقه الكثير من الفرص التي أفادتني كثيراً .. كما أن 70 % من ثقتي في موهبتي حالياً ما كانت لتوجد لولا نشري كتاباتي على الشبكة ..
أما عن غيري فأعتقد أنها أتاحت فرصاً كثيرة أيضاً للكثيرين .. لكنها في ذات الوقت سمحت لذوي المواهب الضعيفة للغاية بأن يظنوا في أنفسهم موهبةً جبارة ليست فيهم .

12 – تقول  : " أحمدٌ أنا ولدي أسبابي"..فما أسبابك؟

إن أردتِ أن أصارحك فالعبارة لا تتعدى كونها عبارة متحذلقة .. اتخذتها سلاحا يكون بمثابة دفاع أشهره في وجه الجميع كي أبرر أي فعل أقدم عليه مهما كان ..  أفاعيل طفولية جداً كما ترين ! .. لا تهتمي .

13 – هل النقد الأدبي غائب يا أحمد أم يتناسى أم تراه يتجاهل؟

على الشبكة لا أعتقد في غياب النقد عن أي شيء .. فهذا عالم خاص لا حدود ولا قيود له .. وهذا هو أفضل ما فيه - وإن كان لهذا مظاهره السلبية - .. لكن عندما نتحدث عن نقد الكبار .. أي النقد الخاص بالصحف والأوراق والبرامج التليفزيونية المُجهَّزة والأشخاص ذوي الاتجاهات الغريبة .. فهذا نحصل عليه بشق الأنفس .. ولا أظنه يعنينا كثيراً إلا لو كان جاداً معبراً .

14 – ما الذي يثيرك في التراث العربي أوالعالمي وتجده منبعا لا ينضب للكتابة؟

تربكني دائماً الأسئلة الخاصة بالحصر أو استحضار الأمثلة .. لكن عموماً ، إن ما يثيرني يكون حسب طبيعة العمل نفسه .. بغض النظر عن كونه من التراث أو لا .. وكون التراث موجوداً لا يعني  أنه لا توجد إبداعات أروع وأدق منه .

15 – تغيب اللغة الشعرية عن أعمالك ، هل هذا مقصود منك؟

ليست غائبة تماماً .. لكني نادراً ما أستخدمها ؛ وهذا ليس مقصوداً بالطبع .. لكنه لا يتوافق مع طبيعة أسلوبي الساخر في كثير من الأحيان .

16 – إذا كان يوسف ادريس ملك القصة فمن ستكون أنت؟

أمير القصة .. ما رأيك ؟ .. سيبدو هذا مضحكاً ..
فعلاً لم أجد إجابة غير هذه ..
حسناً .. أرغب أن يقال عني أني أكثر الكتاب الذين نجحوا في توصيل رسالتهم للقارئ ؛ وصنعوا بذلك تغييراً إيجابياً ، وأن يكون الشيء الذي يفعله القارئ بعد انتهائه من قراءة أحد أعمالي هو أن يدعو الله بأن ( يصلح حالي ) !

17 – كلمة أخيرة لهداية نت:

ما دام موقع هداية نت - على تميزه - لا زال يحاول جاهداً إحداث تغيير نحو الأصلح .. فالله معه ! .. وشكراً لإتاحته الفرصة لي لأن أظهر بمثل هذا الشكل .. وشكراً لكِ .