حاورته : دعاء الشيخ:
معانا النهاردة ضيف متميز جدا .. متعدد المواهب .. كاتب و
ممثل و مخرج ..
من مواليد مدينة المنصورة 1989 .. و تخرج في كلية آداب المنصورة
(قسم لغة إنجليزية) عام 2011..
قال عنه دكتور أحمد خالد توفيق :
“وجدتُ نفسي أُنهي قصصه بسرعة البرق ثم أعيد قراءتها مرتين.
إخراج القصص وعناوينها احترافي للغاية حتى أنه بوسعك أن تنسى كاتبها وتشعر بأنك تقرأ
مجموعة قصصية لأديب راسخ من الستينات. كل قصة تحوي مغامرة تجريبية ما حتى تشعر بأنه
ينهي القصة وقد خارت قواه تمامًا.”
معانا النهاردة الكاتب و الممثل المسرحى ( أحمد صبرى غباشى
) ..
- أحب فى الاول أقولك كل سنة و انت طيب بمناسبة 2012 ….
- وانتي طيبة وبخير ، وإن شاء الله تبقى سنة مريحة علينا
ومتناسقة زي شكل أرقامها !
- زى ما انت كتبت من شوية على صفحتك بتقول للناس انهم يوجهوا
رسالة لسنة 2011 .. عاوزة اطلب انك توجه انت كمان رسالة ليها .
- أحب أقولها : ربنا يكتر من أمثالك ..
فيه ردود فعل كتير وصلتني خلاصتها إنهم بيدوا 2011 بالشلّوت
، بس انا على العكس مش شايف كده .. شايفها سنة مهمة جداً وفيصلية .. قدرنا نشيل فيها
جزء كبير من القذارات اللي كانت بدأت تسكن جوانا فعلاً وبقت واضحة في أبسط تفاصيل الحياة
اليومية ..
كانت صرخة استغاثة أخيرة قبل حالة موات فعلية ومؤكدة .. والحمد
لله إنها تمت .. صحيح نهاية السنة مكانتش بنفس إشراق وطهارة بدايتها .. وصحيح دفعنا
تمن غالي ، ولسه هندفع كتير الفترة الجاية ..
بس برضه ده لا ينفي كونها سنة مهمة في التاريخ العربي ، وسنة
سودة على الأنظمة العربية والحكام العرب ..
ده غير إني على المستوى الشخصي برضه حققت فيها بعض الإنجاز.
- قبل ما نتطرق للمستوى الشخصى …ايه رأيك فى حال البلد دلوقتى
؟
- حال البلد دلوقت ، من وجهة نظري ، ممكن أوصفه بإنه : اختبار
ثَبات .. على كل الأصعدة ..
اختبار ثبات للنظام القديم وبقاياه : العب كل ألاعيبك القذرة
، واقتل ، وخرَّب ، وانشر الفوضى .. عشان يبقى فيه أمل تخمد الثورة اللي لسه مكملتش
..
واختبار ثبات لثورتنا وشبابها : احصروا الثورة في النزول
للشارع والهتاف والهيصة .. وهتبقوا ساعتها بتساعدوا – من غير ما تحسوا – النظام القديم
..
الثورة مفهوم عام وشامل ولازم يتطبق في كل المجالات مش بس
في الميدان .. كل واحد يطبق مفهوم الثورة في مجاله وفي أداؤه ..
وده كله طبعاً مع عدم التنازل عن حقوقنا ، ومطالبنا الثورية
..
وزي ما قلت قبل كده : التوعية هي الحل !
ولسه فيه جولات جاية كتير…
- تقصد ايه بجملة .. و لسه فيه جولات جاية كتير ؟
ده باختصار بـ يعني إنه : لسه فيه جولات تانية كتير !
برغم الأرهاق اللي ملاحظين إن الناس بقت فيه ومسيطر على المشهد
، أو حالة الملل الثوري زي مهو شائع حالياً ..
بس أكيد احنا على درجة من الوعي تخلينا فاهمين إنه أكيد الموضوع
منتهاش .. وإن السنة دي بكل اللي حاصل فيها هي مجرد : بداية ..
يعني ممكن تكون 2011 بكل صخبها وعنفها ودوشتها وقلقها ، مجرد
: تحريك للمياه الراكدة .. ده ممكن يكون صادم ، بس حقيقي ..
لما شخص بيفضل راقد مشلول تلاتين سنة في سريره ، أو يمكن
تحت سريره ! مبيقومش مرة واحدة عشان يشارك في ماراثون ويلعب ألعاب قوى ويرقص تانجو
! .. لا .. لازم يتعلم من تاني يمشي الأول !
احنا حالياً بنتعلم نمشي !
- عندك حق.. مكتوب فى الديسكربشن بتاعك .. انك أديب و مخرج
و ممثل .. و كمان اشتركت فى اوبريتات رقص زى (هنا القاهرة ) و (اصحا يا نايم )..
ما شاء الله عليك متعدد المواهب .. نحب نعرف بقى ايه الاقرب
ليك فيهم ؟ أو اللى بتلاقى فيها نفسك أكتر؟
- كنت متأكد إني هتسأل السؤال ده ..
بس زي ما بجاوب دايماً .. الأقرب ليا : الكتابة ..
يليها علطول : التمثيل
-
“مرحباً .. اسمي أحمد ، وسأمسك بيديّ الشمس !”.. بلاقيك كاتبها
كل فترة .. أنا شخصيا بحبها جدا و بتدينى أمل فى بكرة زى ما قولتلك قبل كده.. بتمثلك
ايه الجملة دى يا أحمد؟
- هي جملة ذاتية بحتة ، وانا نفسي استغربت من انتشارها الكبير
ده ..
أعتقد إني – بعد ما حللتها – اكتشفت إنها بتلعب على معنيين
على فكرة مش معنى واحد ..
أولاً : إني أوصل للشمس وامسكها بإيدي ، وده يرمز لشدة الطموح
..
وثانياً : تقبل فكرة المعاناة أو الاستعداد لها .. وده عن
طريق نفس الرمز اللي هو الشمس .. تخيلي واحد ماسك الشمس بإيده بكل حرارتها ولهيبها
.. أكيد درجة لا تحتمل من العذاب ..
دايماً بلاحظ في كل اللي عاجباهم العبارة ، إنه المعنى الأوصل
واصلهم بس المعنى التاني لا !
- احنا قرأنا ليك كتاب (نادما خرج القط) تقديم دكتور أحمد
خالد توفيق
و كتاب (مثلا) و ده كان اصدار الكترونى .. حاليا فى انتظار
كتاب (حياتك الباقية) .. ممكن تكلمنا شوية عن فكرته ؟ و امتى هيكون اصداره ؟
- هو خلاص الكتاب أعتقد إنه جهز للطباعة ، وهيصدر إن شاء
الله في معرض الكتاب السنة دي .. بعد شهر يمكن من دلوقت ..
قصص الكتاب كلها مكتوبة قبل الثورة ، بس فعلاً كتير منها
مناسب لحالتنا ..
مقصدش أقول إنها قصص محرّضة أو ذات طابع ثوري .. لا خالص
.. بس معظمها بيتناول فكرة حياتك الباقية .. ما تبقى من حياتك ..
أبطال القصص في الكتاب معظمهم اتعرض لمشاكل فيصلية من اللي
ممكن ترج كيان الواحد ، أو خبطات من اللي تدوّخه وتخليه ميعرفش يكمل بعد كده حياته
ازاي !
انا بلعب ع الفكرة دي بأكتر من شكل ، وبكذا أسلوب في المجموعة
دي ..
والرمز عندي هنا اللي برمز بيه لحياة الإنسان : هو المرأة
..
مستني صدور الكتاب ، عشان أشوف ردود الفعل وإن شاء الله يعجبكم
..
ملحوظة ع الهامش :
كان نفسي أتبنى جملة “أنا الوحيد في مصر اللي متنبّأش بالثورة”
.. وأفضل أكررها كتير لأنها هتضفي عليا طابع ذكي ومرح وهتدي انطباع إني زهقان من كل
اللي صدّعونا وبيطلعوا يقولوا إنهم تنبّأوا بالثورة ..
بس للأسف مش هقدر أعمل كده لأني تنبّأت بالثورة
- بالتوفيق باذن الله .. أكيد يا أحمد اتعرضت للنقد قبل كده
.. ايه أفضل نقد و أصعب نقد اتوجهولك قبل كده ؟
- معتقدش إن وصف “أفضل” ممكن يكون متماشي أصلاً مع : نقد
.. بس خليني أقولك كـ إجابة بشكل عام ..
إن أكتر نقد بحب أتلقاه ، هو النقد اللي مش بيضخّم في ميزاتي
، وبيهديلي عيوبي برفق ..
وأصعب أنواع النقد ، هو اللي بتلقاه من شخص عودته أنا على
مستوى إبداعي معين وألاقيه بيلومني بعد كده على تدنيه .. بيبقى صعب اوي النقد ده اللي
بيحسسني جداً بعبء المسئولية الإبداعية والفنية عموماً ..
لكنه برضه مهم.
- مشروع ضاد .. فى صفحات ثقافية كتير تابعة للمشروع ده على
الفايسبوك .. بس للأسف فى ناس كتير معندهاش فكرة عنه .. ايه هوا هدف المشروع ضاد ؟
- هو إننا نكوّن جبهة تكون بمثابة شبكة إعلام عربية على الإنترنت
..
بوابة أو نافذة على ثقافتنا وحضارتنا العربية ..
نتايج البحث على الإنترنت في ما يخصنا ضئيلة بشكل مخزي ،
مقارنةً بثقافات التانية ..
وقبل ما نكون نافذة تطل على ثقافة العرب للعالم .. فقررنا
إننا نكون نافذة تطل على ثقافة العرب للعرب نفسهم الأول ..
- من اعمالك الجديدة زى ما اعلنت من فترة .. مسرحية (عزازيل
) للدكتور يوسف زيدان ..هيكون دورك ايه فيها ؟
- آه .. جيتي ع الجرح !
هي رواية عزازيل من أفضل الأعمال الأدبية اللي انا قريتها
، واتفاعلت معاها ..
ومن فترة بدأت تلح عليّ فكرة إني أمسرحها .. وفعلاً أخدت
الخطوة وشغال حالياً في ده مع إن الكل حذرني من صعوبة ده ، والبعض أكد استحالته أصلاً
..
بس انا بقالي فترة عامل ما يشبه معسكر وشغّال على الرواية
وعملية تحويلها لنص مسرحي ، وتقريباً انتهيت من ده .. وكان مرهق جداً وصعب ..
المسرحية هتبقى إن شاء الله من إخراجي ، وحالياً في مرحلة
انتقاء فريق العمل من الممثلين ، وكاست المساعدة ..
وطبعاً استأذنت د. يوسف ، وهو مبارك الموضوع ومشجعه .. وده
لوحده حافز قوي ..
الرواية ليها جمهور كبير وضخم .. وجمهورها كمان من نوع خاص
.. من النوع اللي دماغه متكلفة ..
عشان كده فكرة إني أكون أول من يقدم رواية عزازيل ويجسدها
ع المسرح ، طبعاً فكرة مرعبة وعبء تقيل .. وإن الناس تشوف لأول مرة : هيبا ، وأوكتافيا
، وهيباتيا ، ومارتا على المسرح دي مسئولية ضخمة ..
بس إن شاء الله ربنا يوفقنا في ده ، ويطلع المشروع كما ينبغي
له أن يكون !
- باذن الله هيطلع حاجة مشرفة و يعجب الجمهور.. انطلاقا من
السؤال ده .. أحب اسألك عن رأيك فى الفن المسرحى حاليا فى مصر ..
- بكل أسف .. متقدريش تقولي إن فيه أصلاً فن مسرحي في مصر
..
كل التجارب اللي ظاهرة للعيان .. فن المسرح بريء منها ..
وكلها معتمدة على الأساليب الرخيصة في الربح .. عملية تجارية بحتة لا أكتر ولا أقل
..
ممكن تحسي بروح المسرح لو صادفتي كم عرض كويس في مسرح الجامعة
، وأحياناً في قصور الثقافة ..
أنا شايف إن فن المسرح مظلوم جداً فعلاً في مصر .. وده لأن
الناس مش عارفاه أصلاً .. الفكرة اللي عندهم عن المسرح غلط ..
المسرح أبو الفنون فعلاً .. وأمتع عملية تواصل بين مبدع ومتلقي
هي في المسرح .. وأنا بحاول أنشر الفكرة دي عن طريق نشاطي نفسه في المسرح ..
والحمد لله المسرحيات اللي قمنا بيها ، ونجاحاتنا .. قدرت
إنها تغيّر مفهوم ناس كتير جداً عن المسرح وتحببهم فيه !
- ايه هوا حلمك على مستوى حياتك الشخصية ؟.. بعيد عن الكتابة
و المسرح..
إني بعد ما أخلص مهمتي وأبقى أديب وفنان العرب الأول .. آخد
جزيرة كده على قدي منعزلة تبقى بتاعتي وأعيش فيها مع خمس أو ست أشخاص مقربين مثلاً
.. وكل يوم آكل مانجا وأجري ع الشط ، وانام فوق الجبل .. بيقولوا الجو فوق (يرد الروح)
.. بمعنى الكلمة !
No comments:
Post a Comment