صناع فيلم الدرويش في ندوة مصراوي:
الفن سينتصر
كتبت- منى الموجي:
تصوير- محمود بكار:
الخوف شعور طبيعي، قد يدفع الإنسان لتجنب أمور سلبية، لكن إذا تملكه يصبح قادراً على أن يحيل حياته لسجن دائم، هكذا فكر صنّاع الفيلم الروائي القصير "الدرويش"، فكل منهم بداخله خوف من الغد من المصير الذي سينتهوا إليه، في ظل دولة مازالت تتحكم البيروقراطية فيها في كل شيء، لكن في النهاية لم يجعلوا خوفهم من المجهول يثنيهم عن تقديم إبداعاتهم، علها تكون جرس إنذار تستفيق معه الدولة لأهمية دور المبدع والمثقف.
"مصراوي" أقام ندوة استضافت فريق عمل الفيلم، بحضور المدير العام لموقع "مصراوي" عصم البصال، وسبق الندوة عرض فيلم "الدرويش"..
البداية جاءت مع خبر وفاة الروائي والتشكيلي محمد بهنس، وكيف انتهت حياة مبدع مثله بهذا الشكل المأساوي من الصقيع والجوع على أحد أرصفة شوارع وسط البلد، تأثر المخرج خالد منصور بالواقعة وقرر أن ينقلها على الشاشة، فهاتف زميله الكاتب محمد مهدي وطلب منه البدء في كتابة فيلم مستوحى من واقعة بهنس، واستغرقت أعمال الكتابة بحسب مهدي شهر ونصف.
أضاف منصور "عندي تخوف شخصي من أن ينتهي بي الحال على سرير في مستشفى كشخص مجهول، كما انتهى بكاتب عظيم كنجيب سرور".
وعن اختيار أحمد صبري غباشي لتقديم دور البطولة وتجسيد دور شاعر يُدعى صلاح الطيب، تدهورت حالته واتخذ من أرصفة الشوارع بيت له، رغم صغر سن غباشي، قال منصور "غباشي ممثل معروف في عالم المسرح وكانت له تجربة سينمائية سابقة قبل الدرويش، وحصل على العديد من الجوائز، فهو ممثل ذو امكانيات ضخمة، والتحدي الأكبر بالنسبة لي يكمن في توظيف ملامحه، وكنت أراهن على تغلبه على الأمر من خلال الآداء".
شارك الفيلم في ركن الأفلام القصيرة بمهرجان "كان"، وحول هذه المشاركة، قال منصور إنه كان من المقرر عرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان لكن بسبب ظروف إنتاجية وضيق الوقت، لم يتثنى له تحقيق هذا الحلم، لكن أتيحت له فرصة لعرضه في ركن الأفلام القصيرة، مشيرا إلى أن شهر يناير المُقبل سيشهد عرض "الدرويش" ضمن أمسية للفيلم العربي على مسرح "دريسدن" في ألمانيا، حيث سيتم عرض 3 أفلام عربية، أحدهما تونسي والفيلمين الأخرين مصريين.
ومن جانبه، أكد الكاتب محمد مهدي أن جزء من أسباب الأزمة التي يعاني منها المبدع الحقيقي وجود نخبة مزيفة، ومن يدعون انتماءهم للوسط الثقافي رغم أن المسألة بالنسبة لهم لا علاقة لها بالفن والإبداع والثقافة، وإنما "سبوبة" لا أكثر ولأ أقل، مشيرا إلى أن الخوف من النهايات إحساس يشعر به معظم العاملين في المجال الفني، حيث يفكرون دائما في تقديم فن يرضي امكانياتهم وطاقاتهم وفي نفس الوقت يضمن لهم أن يحيوا حياة طيبة، متابعاً "لذلك نحاول دائما أن نتكلم في أعمالنا عن الأقلية، وضع البلد، والهواجس التي بداخل الشباب".
وأشار مهدي إلى أنه حرص على ألا تتحدث نهاية الفيلم عن موت البطل "صلاح الطيب"، تأكيدا على أن الفن سينتصر رغم كل ما يواجهه من صعوبات وعوائق ومهازل.
يستعد نفس فريق فيلم "الدرويش" لتصوير فيلم "جزيرة التوت" وهو فيلم قصير أيضا، وفي 2016 هناك مشروع لإنتاج فيلم طويل من إنتاج جهة غير مصرية.
"الدرويش" من تأليف محمد مهدي وخالد منصور، بطولة أحمد صبري غباشي، أحمد السيسي، مصطفى الأعصر، أحمد الليثي، محمد الموجي، محمد سعد بركات، مدير تصوير إسلام الشرنوبي، إخراج خالد منصور، وإنتاج موقع "مصراوي".
No comments:
Post a Comment