تم
عرضه لأول مرة في يوليو 2010 على مسرح أم كلثوم بقصر ثقافة المنصورة ، ثم على مسرح
روابط في وسط البلد بالقاهرة – نوفمبر 2010
في البدء قدّم الندوة الناقد سمير زاهر
وقال :
في البداية أحيي الشباب الواعي الدءوب
المفكر .. وأحيي أسرة عرض حياة لـ أحمد صبري غباشي .. الكاتب المصري من أصل دقهلاوي
.. كان يجتمع في العرض اليوم تيمة الحياة والموت ، الشباب من أسرة العرض تشغله هذه
المسألة .. رغم أن العرض محوره الحياة .. لكن ركز المخرج - ربما بدون قصد منه - على
الموت .. وأكد على هذا تشكيلياً سواء من خلال السينوجرافيا أو من خلال التأكيد على
شخصية أو من خلال رسم حركي أو من خلال الإضاءة .. ولو أردنا أن نلخص هذا لقلنا أن الزمن
الموجود بين الحياة والموت هو ما يبقى ، لكن الإنسان هو الذي يرحل .. والموت هو الحقيقة
الوحيدة .. كما في العبارة المذكورة في العرض .. لكن ما يطرحه العرض هو ماذا تمثل لك
الحياة ؟ ماذا تركت فيها من أثر ؟ كيف عشتها ؟ ..
هناك من يموت دون أن يلاحظ أن الشمس تشرق
من الشرق وتغرب من الغرب ، وآخر يموت وهو يتنقل بين بلدان العالم لإنهاء صفقات أو حضور
مؤتمرات ..
العرض داخل إطار فلسفي .. فدعونا نكتشف
سوياً العرض ونفتح باب المناقشة ..
الناقدة منى عبد الستار :
خرجتُ من العرض مطمئنة هادئة مستريحة
.. وكنت أتساءل وقت مشاهدتي : ما هذا العرض المُلوّن ؟ ..
كما يقول ماركيز على النص الجيد أو الرواية
الجيدة أنها تحمل رائحة الجوافة .. وعرض أحمد صبري اليوم كان يحمل رائحة الجوافة
.. له رائحة مميزة .. هو عرض ملون كالحياة .. هو عرض ناعم ورقيق .. كالمرأة - التيمة
- التي ربطت الحياة بها .. أعتقد أنه قد وُفق تماماً ! ..
من الممكن أن نصف عرض حياة بأنه عرض حالة
.. وهنا نسأل ما معنى (حالة مسرحية) ؟ .. ما معنى أن المتلقي (دخل) أو (خرج) من الحالة
.. يعني تضافر كل عناصر العرض المسرحي بشكل متناغم ومنضبط وحقيقي .. وهذا هو ما حدث
اليوم في عرض حياة .. فالموسيقى - بألحانها ودرجة صوتها - تداخلت بتوافق مع حركات الأرجل
مع الإضاءة .. ولهذا لم أشعر متى تضاء الإضاءة وتنطفئ لأنه كانت أمامي حالة من حالات
الحياة على المسرح .. لم يكن هناك انزعاج .. وكان التمثيل مرناً للغاية ..
حتى الشر - الذي قُدم في مشهد العم والعمة
- هل لاحظتم كيف تم تنفيذه ؟ .. تم بنعومة فائقة ! .. العم هنا يقتلها .. يلف الحبل
حول رقبتها ويقتلها .. لكن بنعومة شديدة .. كأنه سحر .. جعل هذا الجزء من نفس نسيج
العرض ولم يجعله ناتئاً .. فكان العرض وحدة متجانسة منسجمة تماماً ، وهذه هي الحالة
المسرحية .. أن تنسجم كلاً وجزءً في فضاء العرض المسرحي ..
أثناء مشاهدتي للعرض فكرت في أن أغير اسم
العرض .. ورحت أقلب العرض يميناً ويساراً ومن كل الجهات .. وأعصره .. ليفرز : حياة
.. هذا هو الاسم المناسب بالضبط !
كان صلاح عبد الصبور يصف المسرح بأنه
: قطعة مكثفة من الحياة .. فماذا لو رأى صلاح عبد الصبور هذا العرض ، ورأى الحياة هي
التي تكثف المسرح وهي موجودة بهذه الرحابة ؟ ماذا سيقول ؟ هل سيقول بأن المسرح يحتمل
حيوات كثيرة ؟
هذا هو ما كنت أود قوله عن هذا العرض المسرحي
.. وعندما تتسع الرؤيا تضيق العبارة .. وعرض حياة المتسق إيقاعه وخطواته كان عرضاً
جيداً .
وأحيي المخرج والمؤلف : أحمد صبري .. وأود
أن أطلب منه نسخة من النص المكتوب للعرض .
الناقد إبراهيم الحسيني :
بالنسبة للنص فإننا هنا نلعب بقواعد القصة
القصيرة ، ولا أجد أمامي نصاً درامياً مسرحياً متكاملاً .. هناك جمل في العرض لا تعطي
معنىً واضحاً ويبدو أنها مقتبسة من مصادر عدة ..
كما أننا لو قمنا بتحليل اللوحة الرائعة
الموجودة في الخلفية ، والتي صممتها حنان فكري ، سنفهم رسالة العرض فوراً ..
أما بالنسبة للأغاني فهي جميلة للغاية
، وخصوصاً أغنية (أولها حي وآخرها آه) من كلمات أحمد صبري والتي لحنها محمد أسامه
..
هناك حالة من المتعة التي تفرض نفسها طيلة
العرض .. وكانت هادية الشافعي في دور الطفلة متميزة جداً ، وهي الوحيدة التي حفظتُ
اسمها ..
مجموعة التمثيل رائعة للغاية ، ونجحت في
أن توصل العلاقة المتشابكة بين الرجل والمرأة .. وكلمتي في النهاية للكاست : لا تسكبوا
على نبيذكم بعض الماء ..
المخرج
سمير زاهر :
المؤلف
، والمخرج ، كاتب قصة .. لذا رأينا قصة قصيرة لها مفرداتها وأسلوبها وليس عملاً مسرحياً
.. الشخصيات طبيعية فلماذا الترميز ؟
هناك
حالة من حالات التشظي .. محاولة لرقصة هنا ، وقطعة إكسسوار هناك .. كما أنه يوجد خليط
من الرمزية متمثل في العلاقات المتضافرة ..
اللوحة
رائعة لكنها تشرح العمل .. كما أن الرسم في الديكور أصبح موضة قديمة ..
السعيد منسي (مخرج مسرحي) : أحمد صبري إنسان يصر على ما يريده
.. إنسان يشعر أولاً قبل أن يعمل .. يكتب ويؤمن بما يفعل لذا يحاول جداً الاجتهاد فيه
.. ويصمم على تحقيق حلمه مهما حاول أحد أن يثنيه عن أفكاره .. هو كتلة مشاعر متحركة
ولهذا فقد أحس بعرضه جداً ..
وأحيي حنان فكري صاحبة اللوحة الجميلة في ديكور العرض ..
فقد بذلت فيها جهداً لأيام متواصلة يستحق التحية ..
وختامًا قال الناقد إبراهيم الحسيني:
أحمد صبري ممثل جميل ، وقاص ، ومخرج ،
وراقص وأشياء أخرى كثيرة .. دائماً هناك بعض الأشخاص الذين نجد أنهم لا يطيقون موهبتهم
.. بمعنى أنه يريد أن يفعل كل شيء في نفس الوقت .. والمشكلة أنه يكون متميزاً في كل
هذه الأشياء .. لكن الأفضل أن يختار مجال أو اثنين ليكثف فيهما مجهوده كي يكون (متميزاً
جداً) .. تجده يفعل كل شيء لكن بنسبة تسعين في المئة .. حسناً .. لم لا تفعل شيء أو
شيئين بنسبة مئة في المائة ؟ ..
رأيته ممثلاً ممتازاً جداً .. ومخرجاً
ذا إحساسٍ عالٍ جداً .. لكن بصراحة لا أعرف مدى براعته كـ قاص .. لكن واضح أن لغته
الخاصة في نص حياة لغة راقية جداً ومتجاوزة للشكل التقليدي .. لغة فيها فكرة التكثيف
والإيجاز والتقديم والتأخير .. لهذا فأنا أحيي أحمد صبري ..
وفيما يلي عيّنة من آراء
الجمهور الذين حضروا العرض، وشاركوا برأيهم في الندوة بعد العرض:
شادي
قطامش (منفذ ديكور) : أنا بصراحة في العرض نمت !
محمود
الدياسطي (ممثل مسرحي) : قرأت النص ، وتناقشت مع بعض الزملاء في أنه هناك مشاكل في
الدراما وبالتالي هناك بعض التفاصيل التي لم تصلني ! .. لكن كـ كل فهو عرض جيد .. قدم
صورة جيدة .. وبالنسبة للممثلين فأنا لا أقدر أن أحاسب الممثلين على دراما غير واضحة
بالنسبة لي
أحمد
الدسوقي (ممثل ومخرج مسرحي) : أنا سعيد جداً بهذه التجربة .. لأنها التجربة الوحيدة
هذا العام من المنصورة التي تشمل تأليف وإخراج معاً ..
أحمد
عزت (ممثل مسرحي) : انا استمتعت جداً بهذا العرض .. شكراً يا أحمد يا صبري
هاني
لاشين : هي أول مرة أشاهد فيها أحمد صبري لكن فعلاً معجب جداً بالعرض ، ومعجب بالتشكيلات
الموجودة في عرضه ..
معتز
الشافعي (ممثل ومخرج مسرحي) : عرض حياة هو (بونبوناية) هذا المهرجان .. أكيد لا يوجد
عرض مسرحي خالي من المشاكل .. لكن ما يحسب له هو أننا شاهدنا صورة جميلة ..
محمد
عبد السميع (قاص ، وكاتب صحفي) : أنا صديق لـ أحمد ، وشاهدت بروفات العرض ، وقرأت النص
الذي كتبه أحمد في البداية قصة قصيرة - وهو كاتب قصة قصيرة في الأساس - لكن العرض تحول
من قصة إلى صورة مبهرة أعجبتني جداً .. تشكيلات جميلة .. والموسيقى المفرحة التي خلقت
للجمهور مناخاً لطيفاً .. وفي رأيي أن أهم شيء أن ينجح المخرج في أن يجعل الجمهور يتفاعل
مع العرض
أحمد
عبده (ممثل ومخرج مسرحي) : في هذا العرض كنا نرى أفكاراً تتجسد في شخصيات على المسرح
فكان من الصعب أن أتواصل معها .. هذا العرض أنا فهمته منذ لحظة البداية .. فهمت الموضوع
.. وبالتالي لم أجد جديداً على مستوى الموضوع في كل ما أتى بعد البداية وما حاول أحمد
- وهو صديقي طبعاً - أن يوصله .. الحركة كانت كثيرة .. محملة بالتشكيلات والاستعراضات
.. هي جميلة .. وكنت سعيداً بها .. لكن ماذا بعد ؟ .. اللي حس النهاردة في هذا العرض
هي عنيا .. بس !
فريد
يوسف (مخرج مسرحي) : الديكور في عرض أحمد صبري .. كان ديكور مميز جداً ووصل الرسالة
.. أثناء مشاهدتي للعرض شعرت أنه تلزمني زجاجة بيبسي ، وشيبسي من الحجم العائلي لآخذ
راحتي في الكرسي وأستمتع بمشاهدة العرض .. عرض مريح جداً .. جميل .. يجعلك تشعر أنك
تحلق .. أحييك جداً يا أحمد يا صبري .. وألف مبروك
صلاح
المنزلاوي (موظف بقصر الثقافة) : كل شخص من الموجودين في الصالة له فكرة .. أياً كانت
درجة ثقافته .. كلٌ يتلقى العرض المسرحي على طريقته .. أؤكد على كلام أ. سعيد وأقول
أن أحمد صبري هو الوحيد الذي لا يسمح لأحد بالتدخل في عمله ، فهو يصر على ما يريد
..
No comments:
Post a Comment